عندما ترتفع درجات الحرارة يزداد عدد الأشخاص الغاضبين، وفي حين أن الغضب هو أحد أكثر المشاعر بدائية، إلا أن الناس لا يحبون الشعور بالاندفاع والغضب، ومع ذلك يبدو أن الغضب يحيط بنا في كل مكان.
يقول براد بوشمان، أستاذ التواصل بجامعة ولاية أوهايو والذي يدرس أسباب وعواقب وعلاج مشكلة الإنسان العدواني والعنيف: "لا يحب الناس الشعور بالغضب ويريد معظم الأشخاص الذين يشعرون بالغضب التخلص من هذا الشعور، ولكنه أيضاً يجعل الناس يشعرون بالمزيد من القوة".
الغضب إيجابي لإثبات الحقوق في القضايا المجتمعية
يمكن أن يساعد الغضب في توليد استجابة إيجابية لبعض المشاكل الاجتماعية، مثل حق المرأة في التصويت، ومع ذلك، وللأسف، لا يتعامل معظمنا مع الغضب بطريقة صحية وإيجابية، وهي أصعب عاطفة يمكن التحكم فيها.
وأشار بوشمان إلى أهمية تعلم كيفية إدارة الغضب، قائلاً: "هذا هو السبب في أن المحاكم ترسل الناس إلى دورات ودروس التعامل مع الغضب، فلو كان الأمر بهذه السهولة، فلن يضطروا إلى فعل ذلك".
أضرار الغضب على الصحة النفسية والجسدية والاجتماعية
وأضاف الخبير أن الغضب هو أكبر عامل خطر للسلوك العدواني والعنيف، وهو يؤجج مشاكل الغضب على الطرقات، والعنف المنزلي، والقتل، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر الغضب على صحتك ويسبب الالتهاب، وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة، وتقليل وظائف الرئة، والألم المزمن، ومشاكل الجهاز الهضمي، ناهيك عن الأحداث القلبية الوعائية مثل ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ففي غضون ساعتين بعد الشعور بالغضب، يرتفع خطر تعرض الشخص لنوبة قلبية خمسة أضعاف تقريباً.
طرق إدارة الغضب بطريقة أكثر إيجابية وصحية:
-ركز على الاسترخاء: لتقليل الشعور بالغضب، يوصي بوشمان بممارسة التنفس العميق أو التأمل أو اليوغا أو الاسترخاء التدريجي للعضلات، فالصراخ أو الركل أو حتى الجري أو التمرين عندما تكون غاضباً فقط يغذي الغضب والاندفاع.
- خذ بعض الوقت لوحدك: يقول توني فيوري، مؤلف كتاب "إدارة الغضب في القرن الحادي والعشرين"، أنه لا بأس في الابتعاد عن بعضهم البعض عند الغضب، ويقول عالم النفس أن "الابتعاد أحياناً عن الناس لمدة 10 دقائق أو ساعة أو ساعتين يغير شعورك بشكل جذري عند عودتك".
- لا تحمل الضغينة: إن التسامح أداة قوية للتحكم في الغضب، فإذا سمحت للغضب والمشاعر السلبية الأخرى بأن تطرد المشاعر الإيجابية، فقد تجد نفسك غارقاً في مرارتك أو إحساسك بالظلم، فإن مسامحة الشخص الذي أغضبك قد يعلمك درساً جيداً ويقوي علاقتك بالآخرين.
المصدر: موقع نيوز ماكس