كتاب جديد يحذر من جائحة مستقبلية سوف تنشأ من الأمراض الفطرية

سبب انقراض أشجار الكستناء الأمريكية الأصلية

في صيف عام 1904، كانت أشجار الكستناء الأمريكية في برونكس في ورطة، حيث كانت الأوراق، التي عادة ما تكون نحيفة وخضراء، تتجعد عند الحواف وتتحول إلى اللون الأصفر، كما كانت بعض أطراف وجذوع الأشجار تحتوي على بقع بلون الصدأ، وبحلول الصيف التالي، كانت كل شجرة كستناء تقريباً في حديقة حيوانات نيويورك، أو ما يسمى الآن بحديقة حيوانات برونكس، قد ماتت أو تموت، وبحلول عام 1940 تقريباً، اختفت كل أشجار الكستناء الأمريكية الأصلية تقريباً من موطنها الأصلي في شرق الولايات المتحدة، لقد ماتت الأشجار بسبب نوع من الفطريات التي تسبب آفة الكستناء.

تم استيراد هذه الفطريات من أشجار الكستناء اليابانية، وبمجرد وصولها إلى الأراضي الأمريكية، انتشرت كالنار في الهشيم، مما دفع الكستناء الأمريكي إلى الانقراض الوظيفي.

الفطريات تهدد نمو الأشجار

واليوم، لا تزال بعض الأشجار تنمو، حيث تنمو أشجار غير ناضجة من جذور الأشجار التي لا تزال حية منذ زمن بعيد، لكن هذه البراعم لا أمل لها في الارتفاع فوق الغابة كما فعلت أشجار الكستناء في الماضي، حيث بلغ ارتفاعها ارتفاع مبنى من تسعة طوابق، ونظراً لاستمرار وجود الطفيليات في البيئة، فإن الأشجار الصغيرة محكوم عليها بالموت منذ اللحظة التي تنبت فيها.

كتاب جديد يحذر من جائحة مستقبلية تنشأ من الفطريات

إن مصير الكستناء الأمريكي ليس سوى مثال واحد على تدمير الفطريات التي يمكن أن تتكاثر بشكل هائل، حيث تقدم الكاتبة ايميلي مونوسون في كتابها الجديد "Blight" عرضاً لافتاً للنظر، ومخيفاً أيضاً، عن الأمراض الفطرية التي تهدد أشجار الصنوبر والموز والضفادع والخفافيش، وبشكل متزايد البشر.

الأمراض الفطرية تهدد البشر

ليست كل الفطريات سيئة، وفي الواقع، وكما تقول مونوسون: "معظم الفطريات تحسن الحياة، ومن خلال المساعدة على تحلل الكائنات الحية الميتة، تقوم الفطريات بإعادة تدوير العناصر الغذائية الأساسية، ولكن بينما يسافر الناس أو يتاجرون بالنباتات والحيوانات في جميع أنحاء العالم، فإن الفطريات الأجنبية تنطلق في رحلة إلى أماكن لا تنتمي إليها وتتلامس مع كائنات غير معتادة على العيش معها، وفي بعض الأحيان يكون ذلك مع عواقب مميتة".

خطر العدوى الفطرية

وبعد كل شيء، فإن أنظمتنا المناعية بارعة جداً في مقاومة الأعداء الفطريين المحتملين، ولذلك، وفي حين أن الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفطرية، فإن الحالات الخطيرة غير شائعة نسبياً مقارنة بالأمراض المعدية الأخرى، ولكن المشكلة ستكون أكثر تعقيداً عندما نتعرض لطفيليات غريبة لم يعتد جهازنا المناعي على التعامل معها.