تميل الصداقات إلى الضعف في مراحل البلوغ اللاحقة، إلا أن العلاقات الشخصية مسألة هامة طوال العمر، إذن، ما هي العوامل التي يمكن أن تتنبأ بوجود شبكة اجتماعية كبيرة لديك في وقت متأخر من الحياة؟.
تشير دراسة نُشرت في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي إلى أن الانفتاح والتوافق يمكن أن يكونا المفتاح لعلاقات اجتماعية جيدة في مراحل العمر المتقدمة.
الفوائد الصحية للعلاقات الاجتماعية الجيدة
العلاقات الاجتماعية هي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، وقد تم ربط الشبكات الاجتماعية الكبيرة بعدد كبير من الفوائد الصحية الجسدية والعقلية الإيجابية، بما في ذلك زيادة السعادة والرضا عن الحياة، وتقليل مخاطر الموت المبكر ومشاكل النوم، وغالباً ما تشهد الشبكات الاجتماعية الكثير من التغيرات بمرور الوقت، حيث تشير بعض الأبحاث إلى انخفاض العلاقات الاجتماعية في وقت لاحق من الحياة، ويشير البعض إلى عدم وجود مسار خطي لهذا الانخفاض.
علاقة الصفات الشخصية وحجم العلاقات الاجتماعية لدى كبار السن
سعت هذه الدراسة إلى توسيع مجموعة الأبحاث حول العلاقات الشخصية في وقت لاحق من الحياة واستكشاف كيف يمكن لسمات مثل الانفتاح والتوافق والتواصل أن تساهم في هذه الشبكات الاجتماعية.
ولإجراء الدراسة، استخدم الباحثون بيانات من الدراسة الطولية للشيخوخة ELSA، وهي دراسة استقصائية جماعية تمثيلية للبالغين، وأجروا نوعين من التحليلات: تحليل الحالة الحالية للمشاركين وتحليل التغيير بين بدء الدراسة ونهايتها، فحص تحليل الحالة العلاقة بين السمات الاجتماعية الاتصالية وحجم الشبكة الاجتماعية في نفس الوقت، ونظر تحليل التغيير في كيفية توقع السمات الاجتماعية وتأثيرها في حجم الشبكة الاجتماعية على مدار 14 عاماً.
تم تضمين بيانات من 5،202 مشاركاً تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر في تحليل الحالة، وبالإضافة إلى ذلك، تم تضمين 1،511 مشاركاً يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكثر في تحليل التغيير.
أكمل المشاركون المقاييس المتعلقة بحجم شبكة التواصل الاجتماعي وحجم شبكة الأصدقاء وحجم شبكة العائلة والانفتاح والتوافق والتواصل اللفظي، وتم تضمين العوامل الاجتماعية مثل العلاقة بين العمر والجنس والصحة، في التحليل أيضاً.
الانفتاح والتوافق صفات ترتبط بحجم العلاقات الاجتماعية في المستقبل
أظهرت النتائج أن السمات الاجتماعية المتعلقة بالتواصل كانت قادرة على التنبؤ بحجم الشبكة الاجتماعية في مرحلة البلوغ اللاحقة، وبعبارة أخرى، يميل الأشخاص الأكثر انفتاحاً واللطفاء إلى امتلاك شبكات اجتماعية أكبر، وهذا يعني أن لديهم المزيد من الأصدقاء وأفراد الأسرة والأشخاص الذين يشعرون بأنهم قريبون منهم في حياتهم، وظلت هذه النتائج صحيحة حتى بعد النظر في عوامل أخرى مثل العمر والجنس والصحة العامة، وكان أفضل مؤشر هو الانفتاح، يليه التوافق.
لم تكن مهارات الاتصال اللفظي مرتبطة بشكل كبير بالعلاقات الاجتماعية، ولكن كان الانفتاح أكثر أهمية للشبكات الاجتماعية للأصدقاء منه للشبكات الاجتماعية للعائلة.
عوامل اجتماعية ترتبط بشبكة اجتماعية أقوى خلال التقدم بالعمر
كما لعبت العوامل الاجتماعية أيضاً دوراً رئيسياً، حيث كان للإناث شبكات عائلية أكبر من الذكور، وبالإضافة إلى ذلك، ارتبط كونك أعزب بشبكات أصدقاء أقوى وشبكات عائلية أضعف، وكشف تحليل التغيير أن السمات الاجتماعية والتواصلية كان لديها قدرة ضعيفة على التنبؤ بكيفية تغير الشبكات الاجتماعية بمرور الوقت في أواخر مرحلة البلوغ، مما يشير إلى أن السمات التي تتنبأ بالعلاقات الاجتماعية لا تتنبأ بالضرورة بالتغيرات في العلاقات الاجتماعية.
