ما الذي يحدث في الدماغ عند سماع نكتة؟

منوعات

الدماغ يمتلك نظاما معقدا مسؤول عن إنشاء الفكاهة والتعرف على النكات المضحكة

14 آب 2023 17:14

غالباً ما يُنظر إلى النكتة والفكاهة على أنها تافهة وغير مهمة، وبطريقة ما، هذا أمر مفهوم: فهي بحكم التعريف، ليست أمراً جاداً أو مهماً، فإذا لم يستطع محاسب الضرائب الخاص بك، أو المحامي الذي يدافع عنك في المحكمة، التوقف عن الضحك أثناء المحاكمة، فستشعر بالقلق بشكل واضح.

دور النكات والفكاهة في التفاعل البشري

ينبع إحساسنا بالفكاهة من قدرة أدمغتنا على التعرف على التناقض في العالم من حولنا ومن ثم حل هذا التناقض.

لكن الدافع الشائع لرفض الدعابة والتقليل من شأنها، واعتبارها غير منطقية، هو أمر خاطئ بالتأكيد، فالدعابة والنكات والضحك، لها دور حيوي تلعبه في السلوك والتفاعل البشري.

الفكاهة جزء من الترابط الاجتماعي

الفكاهة هي جزء قوي من الترابط الاجتماعي، ومن المرجح أن نضحك مع الآخرين أكثر بثلاثين مرة من الضحك بمفردنا، وتتشابك الفكاهة بشكل كبير مع سلوكيات التزاوج البشرية، فالفكاهة هي طريقة عقولنا في إظهار البراعة والنجاح، كما أن الفكاهة والضحك مفيدان حقاً للصحة من خلال خصائصهما في تخفيف التوتر.

ما الذي يحدث في الدماغ عند سماع نكتة؟

لكن، ما الذي يحدث في أدمغتنا عند سماع نكتة؟ لماذا نستجيب، بهذه الطرق القوية للأشياء التي لا معنى لها من الناحية الموضوعية، أو التي لا معنى لها على الإطلاق؟

قضى العلماء سنوات عديدة في دراسة هذه الاستجابة، وتم إنشاء قدر كبير من البيانات المتعلقة بكيفية عمل الفكاهة في الدماغ، وأنواع مختلفة من النكات المعروفة التي تحفزها.

ولكن، من أين تنشأ الدعابة في الدماغ؟ وفقاً للبيانات: في كل مكان من الدماغ، ويرجع ذلك إلى أن النكات والمحفزات الفكاهية الأخرى تتضمن عادةً عدداً كبيراً من العناصر الحسية، بالإضافة إلى اللغة والذاكرة والعاطفة والتحليل والاستقراء وما إلى ذلك، وتتم معالجة كل هذه العناصر بواسطة مناطق وشبكات عصبية متعددة.

كيف تنشأ الدعابة في الدماغ؟

ومع ذلك، يشير تحليل البيانات بشكل كبير إلى جزء من الدماغ حيث "يجتمع" كل ما يتعلق بالنكات، مما يشكل نظاماً محدداً للتعرف على الفكاهة، ويتكون هذا النظام من مناطق تشغل التقاطعات بين الفص الصدغي والقذالي والجداري، وهو ما يعادل مطاراً يربط بين ثلاث قارات.

الدماغ يشكل نظاماً محدداً مسؤول عن إنشاء الفكاهة والاستجابة للنكات

يبدو أن هذا النظام يكتشف التعارض ويحلّه، فأدمغتنا تعرف كيف يجب أن تعمل الأشياء، مثل اللغة والسلوكيات، ولكن في العالم الحقيقي، لا تتوافق العديد من الأشياء مع التوقعات والافتراضات، ويبدو أن أدمغتنا قد طورت نظاماً للتعرف على تلك الحالات.

في الأساس، بفضل هذه الأنظمة المعقدة في أدمغتنا، يمكن أن تنشأ الفكاهة من الأشياء المفاجئة أو غير المتوقعة أو الخاطئة في شكل ما، طالما أن أدمغتنا قادرة على حلها، دون عواقب سلبية. 

المصدر: موقع Science Focus