منطقة البحر الأبيض المتوسط ستشهد المزيد من موجات الحر والجفاف مستقبلاً

منوعات

خبراء يتوقعون أن تبلغ درجات الحرارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط 50 درجة مئوية في المستقبل

2 أيلول 2023 14:01

شهدت منطقة البحر الأبيض المتوسط موجة حر في نيسان وصلت فيها درجات الحرارة إلى أعلى بما يصل إلى 20 درجة مئوية من المعتاد في الجزائر والمغرب والبرتغال وإسبانيا، حيث كان الربيع حارقاً، ولم يكن العلماء واثقين حينها من دور تغير المناخ في التسبب بهذه التغييرات بشكل كامل، ولكنهم أكثر ثقة في هذه الأيام، خاصة بعد أن تأكدوا أن موجة الحر أصبحت أكثر احتمالاً بحوالي 100 ضعف بسبب غازات الدفيئة التي تتراكم في الغلاف الجوي.

توقعات حول ارتفاع درجات الحرارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط مستقبلاً

وفي بحث نشر في 26 أيار في مجلة npj لعلوم المناخ والغلاف الجوي، نظر "نيكولاوس كريستيديس" عالم المناخ في مركز هادلي، وهو فرع من مكتب الأرصاد الجوية البريطاني، إلى ما قد يحدث في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط في المستقبل، وكانوا مهتماً بشكل خاص بعدد المرات التي يمكن أن تشهد فيها المنطقة ارتفاع درجة الحرارة إلى فوق 50 درجة مئوية.

درجات حرارة مستقبلية غير مسبوقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط

واستخدم الدكتور كريستيديس وزملاؤه بيانات من عشرات المواقع في جميع أنحاء المنطقة، من تركيا وإسبانيا إلى مصر إلى قطر، وقاموا في البداية بمحاكاة عالم ما قبل الصناعة، حيث لم يكن البشر قد بدأوا بعد في تغيير الغلاف الجوي بشكل كبير، ووجدوا أن أيام الـ 50 درجة مئوية كانت مستحيلة تقريباً في ظل تلك الظروف، ولم يكن ممكناً أن تحدث هذه الظاهرة إلا في المملكة العربية السعودية وعلى ساحل تونس، وحتى في هذه الحالة، لا تحدث إلا مرة واحدة كل قرن أو نحو ذلك.

التغير المناخي المتوقع في منطقة البحر الأبيض المتوسط مستقبلاً

بعد ذلك، أعاد الفريق تشغيل نماذجه باستخدام سيناريو "منتصف الطريق" القياسي للانبعاثات المستقبلية، ويفترض هذا السيناريو أن البلدان ستبذل بعض الجهود للحد من تغير المناخ، ولكنها ستقوم بالقليل من التعديلات الجذرية الحقيقية، وفي هذا العالم، فإن مستوى ثاني أكسيد الكربون في الهواء قد يرتفع إلى حوالي 600 جزء في المليون بحلول عام 2100، مقارنة بحوالي 420 جزء في المليون اليوم.

درجات الحرارة ستصل إلى 50 درجة مئوية في منطقة البحر الأبيض المتوسط في المستقبل

ووجدوا أن احتمال أن يتجاوز يوم واحد على الأقل كل عام 50 درجة مئوية زاد بسرعة بحلول منتصف القرن في جميع مواقع البحر الأبيض المتوسط، باستثناء أروع المواقع، مثل إسبانيا، وبحلول عام 2100، سوف تصبح مثل هذه الأيام أحداثاً لا تتكرر إلا مرة واحدة كل عقد في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، ولكن من المحتمل أن ترتفع درجات الحرارة فوق 45 درجة مئوية مرة واحدة على الأقل في كل عام.

منطقة البحر الأبيض المتوسط ستشهد المزيد من موجات الحر والجفاف مستقبلاً

وهذا يعني المزيد من موجات الجفاف والحرائق، حيث كان عام 2022 ثاني أسوأ موسم لحرائق الغابات في أوروبا على الإطلاق، وكان معظمها في البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى أن الحرارة الشديدة تؤدي إلى ذوبان الطرق وتعطل السكك الحديدية وتجعل العمل في الهواء الطلق خطيراً، وتسبب موجات الحر بالفعل 8% من إجمالي الوفيات المرتبطة بالطقس، كما يمكن لدرجات الحرارة والرطوبة المرتفعة جداً أن تمنع الأشخاص من التخلص من الحرارة من خلال التعرق، مما قد يؤدي إلى موتهم في النهاية.

وعلى الرغم من أن بلدان البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط اعتادت على الحرارة، لكن المستقبل سيكون مختلفاً تماماً عن الماضي. 

المصدر: The Economist