استمرت إشارات الراديو الغامضة القادمة من الفضاء، والمعروفة باسم الانفجارات الراديوية السريعة FRBs، بإثارة اهتمام العلماء منذ اكتشافها لأول مرة في عام 2007، وقد دفعت هذه الإشارات العابرة، التي لا تدوم سوى أجزاء من الثانية فقط، بعض الخبراء إلى التكهن بشأن وجود حياة خارج كوكب الأرض تحاول التواصل مع كوكب الأرض، ومع ذلك، تقدم دراسة حديثة تفسيراً غريباً ومختلفاً: الزلازل النجمية.
اكتشاف رابط بين الإشارات الراديوية والنشاط الزلزالي
لا يزال مصدر وأسباب الإشارات الراديوية السريعة غير مؤكد، لكن هذه الدفقات القوية من الطاقة الراديوية، رغم أنها غير مرئية للعين المجردة، إلا أنها واضحة في التلسكوبات الراديوية.
حددت الأبحاث السابقة بعض أوجه التشابه في توزيع الطاقة للتدفقات الراديوية السريعة المتكررة مع الزلازل والتوهجات الشمسية، ومع ذلك، لاحظ فريق من جامعة طوكيو اختلافات واضحة بين الدفقات الراديوية السريعة والتوهجات الشمسية، وفي المقابل، لاحظوا العديد من أوجه التشابه بين الدفقات الراديوية السريعة والنشاط الزلزالي هنا على الأرض.
الإشارات الراديوية تنتج عن الزلازل النجمية النيوترونية
وتدعم النتائج التي توصلوا إليها الفرضية القائلة بأن الدفقات الراديوية السريعة قد تكون نتيجة "زلازل نجمية" على سطح النجوم النيوترونية، ويمكن أن توفر هذه النتائج رؤى أعمق لفهم الزلازل، وسلوك المواد عالية الكثافة، وجوانب الفيزياء النووية.
تشكل النجوم النيوترونية
تنتج النجوم النيوترونية عادة عن انهيار نجم عملاق، مما يقلل كتلته من حوالي ثمانية أضعاف كتلة الشمس إلى نواة شديدة الكثافة يبلغ قطرها حوالي 40 كيلومتر، وتمتلك بعض النجوم النيوترونية، والتي تسمى النجوم المغناطيسية، مجالات مغناطيسية قوية للغاية ومن المعروف أنها تبعث الدفقات الراديوية السريعة.
ارتباط التدفقات الراديوية السريعة مع الزلازل النجمية
يقول البروفيسور "تومونوري توتاني" من قسم علم الفلك في كلية الدراسات العليا للعلوم، في جامعة هارفارد: "أدت التطورات الحديثة في مجال الرصد إلى اكتشاف الآلاف من الدفقات الراديوية السريعة الأخرى، لذلك انتهزنا الفرصة لمقارنة مجموعات البيانات الإحصائية الكبيرة المتاحة لدينا حديثاً للتدفقات الراديوية السريعة مع بيانات من الزلازل والتوهجات الشمسية، لاستكشاف أوجه التشابه المحتملة".
في السابق، ركزت التحليلات على الدفقات الراديوية السريعة على الفواصل الزمنية بين الدفقات المتتالية، ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن حساب هذه الفواصل الزمنية فقط قد يتجاهل الارتباطات المحتملة، ولذلك اختار الفريق فحص الارتباطات في فضاء ثنائي الأبعاد، من خلال تحليل التوقيت وطاقة الانبعاث لما يقرب من 7000 دفقة من ثلاثة مصادر مختلفة للدفقات الراديوية السريعة المتكررة.
التشابه بين الدفقات الراديوية السريعة والزلازل
ثم طبق العلماء نفس المنهجية لدراسة الارتباطات بين الزلازل والوقت والطاقة، باستخدام البيانات من المراصد اليابانية، والتوهجات الشمسية، وكشف تحليلهم عن تشابه مدهش بين الدفقات الراديوية السريعة والزلازل، ولكن هناك فرق ملحوظ بين الدفقات الراديوية السريعة والتوهجات الشمسية.
النبضات الراديوية ناتجة عن زلازل تحدث في النجوم
وأوضح البروفيسور توتاني: "تُظهر النتائج أوجه تشابه ملحوظة بين الدفقات الراديوية السريعة والزلازل بالطرق التالية: أولاً، احتمال حدوث هزة ارتدادية هو 10-50٪، وثانياً، يتناقص معدل حدوث الهزات الارتدادية بمرور الوقت، ثالثاً، يكون معدل الهزات الارتدادية ثابتاً دائماً حتى لو تغير نشاط الزلزال بشكل ملحوظ، ورابعاً وأخيراً، لا توجد علاقة بين طاقات الصدمة الرئيسية وتوابعها". كل ذلك يؤكد أن النبضات الراديوية ناتجة عن زلازل تحدث في النجوم وليس عن حضارات فضائية.
المصدر: جامعة هارفارد