تشير دراسة حديثة نشرت في مجلة الطب النفسي البيولوجي إلى أن علاج الاكتئاب، وخاصة لدى الأفراد الذين تظهر عليهم أعراض الاكتئاب الواضحة، يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف، ولهذا السبب، هناك فوائد محتملة لعلاج الاكتئاب في الوقت المناسب، ليس فقط في تخفيف أعراض الاكتئاب، ولكن ربما في تقليل خطر الإصابة بالخرف أيضاً.
العلاقة بين الاكتئاب والإصابة بالخرف
كان الخرف، وهو حالة تتميز بانخفاض الذاكرة والقدرات المعرفية، منذ فترة طويلة موضوع قلق للباحثين الطبيين، فمع التقدم في السن، يزداد خطر الإصابة بالاكتئاب والخرف، وقد حاولت الأبحاث السابقة فهم ما إذا كان هناك صلة بين هذين الأمرين، وكانت إحدى النقاشات تدور حول ما إذا كان الاكتئاب مجرد علامة مبكرة على الإصابة بالخرف أم أنه يساهم بشكل مستقل في ظهوره.
العلاقة بين الاكتئاب والإصابة بالخرف
قام الباحثون في هذه الدراسة بالتعمق أكثر في العلاقة المعقدة بين الاكتئاب والخرف، وكان اهتمامهم الأساسي هو تحديد كيفية تأثير مسار الاكتئاب على خطر الإصابة بالخرف وما إذا كان لعلاجات الاكتئاب أي تأثير على هذا الخطر.
الاكتئاب مرتبط بخطر الإصابة بالخرف
وأوضح مؤلف الدراسة جين تاي يو من جامعة فودان: "يبدو أن الأفراد الأكبر سناً يعانون من أنماط اكتئاب مختلفة مع مرور الوقت، لذلك، فإن التباين بين الأفراد في الأعراض قد يسبب مخاطر مختلفة للإصابة بالخرف بالإضافة إلى عدم التجانس في فعالية علاج الاكتئاب فيما يتعلق بالوقاية من الخرف".
ولفهم ذلك، قام الفريق بفحص 354313 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 70 عاماً، وجميعهم تم اختيارهم من المشاركين في بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وكان جميع المشاركين مصابين بالخرف، وتم تحديد مجموعة فرعية من الأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب أثناء أو قبل ظهور الخرف.
علاج الاكتئاب يساعد على الوقاية من الخرف
ثم قام الباحثون بتصنيف المشاركين في المجموعة الفرعية بناءً على أعراض الاكتئاب لديهم إلى حالات مختلفة: متزايدة، متناقصة، ومرتفعة أو منخفضة بشكل مزمن، وبعد ذلك، قاموا بمقارنة خطر الإصابة بالخرف بين أولئك الذين تلقوا علاجات الاكتئاب، إما مضادات الاكتئاب أو العلاج النفسي، وأولئك الذين لم يتلقوا العلاج.
الاكتئاب مرتبط بخطر الإصابة بالخرف
ووجد الباحثون أن المشاركين الذين يعانون من الاكتئاب دون علاج كانوا أكثر عرضة بنسبة 30% للإصابة بالخرف مقارنة بأولئك الذين خضعوا للعلاج، وكان التأثير الوقائي للعلاج أكثر وضوحاً لدى أولئك الذين يعانون من أعراض الاكتئاب المتزايدة.
وبمعنى آخر، عند تقسيم أنواع العلاج، أظهر كل من مضادات الاكتئاب والعلاج النفسي تأثيرات وقائية ضد الخرف، خاصة بالنسبة لأولئك الذين في مسار متزايد للخرف.
المصدر: مجلة الطب النفسي البيولوجي