العلماء يجدون دليلا على أن تدجين الحيوانات وتربية الماشية أدى إلى ظهور الأمراض حيوانية المنشأ

العلاقة بين تدجين وتربية الماشية وخطر انتقال الأمراض من الحيوانات

لقد اشتبه علماء الآثار منذ فترة طويلة في أنه عندما بدأ البدو الرحل في أوراسيا في الاستقرار في مجتمعات رعوية كبيرة منذ حوالي 12 ألف عام، فإن خطر انتقال مسببات الأمراض من الحيوانات إلى البشر قد زاد كثيراً.

سمحت التطورات الحديثة في تحليل الحمض النووي القديم بوضع هذه الفرضية على المحك، ومن خلال فحص 405 مليار تسلسل حمض نووي تم جمعها من 1313 بقايا بشرية قديمة من جميع أنحاء أوراسيا، حدد فريق دولي من الباحثين بقيادة عالم الجيولوجيا مارتن سيكورا في جامعة كوبنهاغن العديد من الجينات التي تنتمي إلى الميكروبات.

وقد وفر بحثهم الشامل عن الحمض النووي المسبب للمرض تفاصيل كافية لجدول زمني مدته 12500 عام حول ظهور وانتشار الأمراض البشرية الرئيسية، ولم تتم مراجعة نتائج الفريق بعد، ولكن وفقاً للنتائج المبدئية، فإن جزءاً كبيراً من هذه الميكروبات جاء من مصادر بيئية خارجية، مثل الحيوانات.

مسببات الأمراض الحيوانية المنشأ

وفي حين أن العديد من الميكروبات التي تصيب البشر ظلت ثابتة طوال فترة العينة، فإن الأمراض الحيوانية المنشأ، حيث تنتقل مسببات الأمراض إلى البشر من الحيوانات أو العكس، لم يتم اكتشافها إلا منذ حوالي 6500 عام.

في الواقع، فإن البكتيريا المسببة للطاعون، والتي تعيش أيضاً في القوارض الصغيرة والبراغيث، والعامل الممرض الذي يسبب LBRF، الذي يعيش في القمل، لم يكن من الممكن اكتشافهما في البقايا البشرية حتى قبل حوالي 6000 عام، وهو الوقت الذي يتزامن إلى حد كبير مع العصر الحجري القديم، عندما بدأ التحول من مجتمعات الصيد وجمع الثمار إلى المجتمعات الزراعية.

ومنذ تلك الفترة وحتى الآن، تم اكتشاف الحمض النووي الميكروبي حيواني المصدر باستمرار في جينومات البقايا البشرية القديمة التي تمت دراستها.

أسباب ارتفاع معدل الأمراض الحيوانية المنشأ

إن الارتفاع في الأمراض الحيوانية المنشأ ليس فقط نتيجة للتفاعلات المباشرة بين الإنسان والحيوان، فمن الممكن أن يأتي ذلك أيضاً من حقيقة أنه مع تزايد كثافة السكان في المجتمعات البشرية، انخفضت النظافة، وتزايدت الآفات مثل القوارض والبراغيث والقمل والقراد.