كيفية قياس صحة الدماغ وتحسينها للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً

علوم

قياس صحة الدماغ وكيفية تحسينها لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما

3 تشرين الثاني 2023 15:01

وجدت الدراسات أن القيود الوبائية، بما في ذلك الإغلاق الذي طال المرافق العامة بسبب جائحة كورونا، كان لها "تأثير حقيقي دائم" على صحة دماغ الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، سواء كانوا مصابين بعدوى كوفيد-19 أم لا.

ارتباط القيود الوبائية بالتدهور المعرفي

وأفاد الباحثون أن هذا التأثير السلبي قد يكون نتيجة عدم ممارسة الرياضة بشكل كافٍ، وشرب الكثير من الكحول، والشعور بالوحدة والاكتئاب، وهي المشكلات التي تفاقمت بسبب الوباء.

وعليه، قام باحثون من جامعة إكستر ومعهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب في جامعة كينغز لندن بتقييم صحة الدماغ لـ 3142 شخص في المملكة المتحدة تتراوح أعمارهم بين 50 و90 عاماً.

وأظهرت النتائج أن التدهور المعرفي كان سريعاً بشكل خاص في السنة الأولى من الوباء، وكان أعلى أيضاً بين أولئك الذين ظهرت عليهم بالفعل علامات التدهور المعرفي المعتدل قبل الوباء.

وقالت الدكتورة سوزان ميتشل من مركز أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، أن الدراسة توضح "كيف أن التحولات العميقة في نمط الحياة الناجمة عن قيود الإغلاق ربما أثرت على صحة الدماغ عند الناس".

وتابعت:" وبالقيام بذلك، فإنه يؤكد حقيقة أن هناك خطوات يمكننا جميعاً اتخاذها لحماية صحة دماغنا، لقد أظهر تحليلنا الخاص أن 2% فقط من المشاركين يقولون أنهم يبذلون كل ما في وسعهم لتحسين صحة دماغهم".

كيف يتم قياس صحة الدماغ؟

لم يتوصل الخبراء بعد إلى طريقة قوية لقياس صحة الدماغ، لكن دراسة بحثية مصممة لتحليل كيفية تغير أداء الدماغ مع تقدم العمر، أشارت إلى أن وقت رد الفعل قد يكون أحد الطرق، لأن وقت رد الفعل يعتمد على سرعة معالجة الجهاز العصبي المركزي، ولذلك، كلما كان الدماغ أكثر صحة، زادت سرعة المعالجة والذاكرة ومهارات التفكير.

وصرح كبير مؤلفي الدراسة مات هونتلمان، أستاذ علم الجينات العصبية: "لقد بدأت النتائج التي توصلنا إليها في الكشف عن الشبكة المعقدة التي تربط سرعة المعالجة والإدراك للمقارنة بين شيخوخة الدماغ الصحية والمرضية بشكل أكثر دقة".

كيفية تحسين صحة الدماغ:

وعن طرق تحسين صحة الدماغ، قالت كارولين أبراهامز، مديرة المؤسسة الخيرية في منظمة Age : " إن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة صحيحة بالتأكيد بالنسبة لنا، ففي ردهم على استطلاع أجريناه، أخبرنا الآلاف من كبار السن أنهم يجدون صعوبة في تذكر الأشياء ومعالجة المعلومات الجديدة منذ بداية الوباء، وهذا هو بالضبط ما كنا نتوقعه".

وأردفت: " لأن معظم كبار السن كانوا عالقين في المنزل لفترات طويلة من الزمن، وغير قادرين على التفاعل كثيراً مع الآخرين وغالباً ما يكونون غير قادرين على الحركة إلى حد كبير".

واستطردت: "بالتالي فإن هذه الدراسة تؤكد من جديد أهمية البقاء نشطين جسدياً وعقلياً مع تقدمنا في السن لدعم صحة الدماغ لدينا، ومن المحزن بالنسبة للعديد من الجيل الحالي من كبار السن أن هذا الأمر أصبح صعباً للغاية بالنسبة لهم، لأسباب خارجة عن إرادتهم".

ومع ذلك، هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها، والتي قد تمكنك من تحسين صحة الدماغ، وهي:

1- تناول الطعام الصحي:

إن الأنظمة الغذائية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط وصحة الدماغ تكاد تكون مترابطة، حيث يرتبط النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط بأداء إدراكي أفضل في سن الشيخوخة، وانخفاض خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.

ووجدت دراسة أجرتها منظمة Age أن الأشخاص الذين لم يتبعوا النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط والذين لم يصابوا بالخرف كانوا أكثر عرضة لفقدان حجم الدماغ الإجمالي على مدار ثلاث سنوات، من سن 70 إلى 73 عاماً، مقارنة بأولئك الذين يتبعون نظاماً غذائياً صحياً.

2- احصل على ما يكفي من النوم عالي الجودة:

من المحتمل أنك سمعت أشخاصاً كثيرين يؤكدون على أهمية النوم، ولكن من الضروري حقاً الحصول على سبع إلى ثماني ساعات من النوم ليلاً، حيث يساعدك الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت تقريباً كل يوم على الحصول على نوم روتيني أفضل أثناء الليل.

3- زيادة النشاط البدني:

عادةً ما يكون لدى الأشخاص الذين يعيشون أسلوب حياة نشطاً بدنياً طوال حياتهم خطر أقل من المتوسط لتراجع مهارات التفكير عندما يتعلق الأمر بالشيخوخة، والأمر نفسه ينطبق على "التمرين الهادف".

وهو تمرين يتضمن مجهوداً متوسط أو قوي يتم إجراؤه بشكل متعمد، وفي التجارب، أظهر الأشخاص الذين شاركوا في تمرينات هادفة تغيرات مفيدة في بنية الدماغ ووظيفته.

4- حاول أن تتعلم لغة ثانية أو ثالثة:

يصاب الأشخاص ثنائيو اللغة بالخرف بعد أربع إلى خمس سنوات من الأشخاص الذين يتحدثون لغة واحدة فقط، ومن المعروف أيضاً أنهم أكثر قدرة على استعادة قدراتهم المعرفية بعد الإصابة بالسكتة الدماغية.

المصدر: موقع Standard