الامتناع عن تناول الكحول يساعد على تعافي الدماغ من اضطراب التعاطي

تأثير الكحول على الدماغ

يعد اضطراب استهلاك الكحول مصدر قلق واسع النطاق على مستوى العالم، وآثاره الضارة على الصحة موثقة جيداً، حيث يمكن أن يؤدي استهلاك الكحول على المدى الطويل إلى ضعف إدراكي وتغيرات هيكلية في الدماغ، وأشارت الأبحاث السابقة إلى أن بعض مناطق الدماغ قد تتعافى أثناء الامتناع عن تناول الكحول، لكن مدى وأنماط التعافي ظلت غير واضحة، ودفعت حالة عدم اليقين هذه العلماء إلى الشروع في الدراسة الحالية، بهدف تسليط الضوء على قدرة الدماغ على الشفاء الذاتي أثناء فترة الإمتناع عن تناول الكحول.

علاج اضطراب تعاطي الكحول من خلال الامتناع عنه

وقال مؤلف الدراسة "تيموثي دورازو" عالم النفس العصبي السريري في نظام الرعاية الصحية في فيرجينيا بالو ألتو وأستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ستانفورد: "هناك معلومات محدودة للغاية في مجال اضطراب استهلاك الكحول فيما يتعلق بكيفية تعافي الدماغ البشري بعد الامتناع عن تناول الكحول على المدى الطويل بعد العلاج، إن دراستنا هي الأولى التي تثبت التعافي الكبير في سماكة القشرة الدماغية في مناطق متعددة لدى أولئك الذين يبحثون عن علاج لاضطراب تعاطي الكحول على مدى 6-7 أشهر تقريباً من الامتناع عن تناول الكحول بعد العلاج".

تأثير الامتناع عن تناول الكحول على بنية الدماغ

وللتحقيق في آثار الامتناع عن تناول الكحول، استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي MRI لتحليل أدمغة الأفراد الذين خضعوا للعلاج من اضطرابات تعاطي الكحول، وعلى مدار 7.3 شهر من الامتناع عن تناول الكحول، قام الباحثون بفحص التغيرات في سماكة القشرة الدماغية عن كثب، ويشير سمك القشرة إلى سمك الطبقة الخارجية للدماغ، والتي تلعب دوراً حاسماً في الوظائف الإدراكية المختلفة.

في المجموع، شارك 88 مشاركاً في الدراسة، وقد تم اختيارهم بعناية بناءً على معايير محددة، بما في ذلك تشخيص إدمان الكحول الحالي، واستهلاك الكحول المستمر على مدى فترة طويلة، ومعايير الاستبعاد المختلفة المتعلقة بالحالات الصحية الأخرى، وبالإضافة إلى ذلك، تم تضمين 45 شخصاً ليس لديهم تاريخ في تعاطي الكحول كمجموعة مقارنة.

الامتناع عن تناول الكحول يساهم في تعافي الدماغ

كانت النتيجة الأكثر تشجيعاً هي ملاحظة انتعاش كبير في سماكة القشرة الدماغية في معظم مناطق الدماغ التي تمت دراستها، ومن بين 34 منطقة تم تحليلها، أظهرت 26 منطقة تحسناً خلال فترة الامتناع عن استهلاك الكحول البالغة 7.3 شهراً، ويشير هذا إلى أن الدماغ لديه القدرة على إصلاح وتجديد بنيته عندما لا يعد الكحول عاملاً مؤثراً.

وقال دورازو: "يرتبط الامتناع المستمر عن تناول الكحول بعد العلاج من اضطراب تعاطي الكحول بالانتعاش الكبير للأنسجة العصبية وغير العصبية التي تساهم في زيادة سماكة القشرة الدماغية".