العودة إلى العمل بعد التقاعد تؤخر التدهور المعرفي

تأثير التقاعد على الصحة العقلية

قام الباحثون بتحليل قواعد بيانات لأكثر من 43000 رجل وامرأة، تبلغ أعمارهم 43 عاماً أو أكثر من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، ومن خلال فحص سجلات التوظيف وتقييمات أداء المهام المعرفية، وجدوا أن ترك سوق العمل له تأثير ضار على الحالة المعرفية لدى البالغين في كلا البلدين.

ومع ذلك، وفي كوريا الجنوبية، شهد الأشخاص الذين عادوا إلى العمل بعد التقاعد تحسناً ملحوظاً في وضعهم المعرفي، في حين لم تكن هذه الظاهرة موجودة في جميع المجالات لدى الأمريكيين.

العمل بعد التقاعد يعزز الوظيفة الإدراكية

ويقول الخبراء أن هذه الاختلافات قد تكون بسبب الاختلافات الثقافية بين البلدين، لكنهم أكدوا أن الانخراط في عمل يحفز النشاط العقلي يحافظ على الوظيفة الإدراكية، وهذا يعني تحدي أنفسنا لأطول فترة ممكنة.

يمكن أن تساعد العودة إلى العمل بعد التقاعد أيضاً في تحقيق الاستقرار المالي، ويفكر عدد أكبر من المتقاعدين في القيام بهذا الأمر أكثر من أي وقت مضى، ففي عام 1985، كان 10.8% ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاماً جزءاً من القوى العاملة، وذلك وفقًا لمكتب إحصاءات العمل.

وبين عامي 2014 و 2024، من المتوقع أن يصل معدل نمو القوى العاملة إلى 55% لمن تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عاماً، و 86% للعمال الذين تبلغ أعمارهم 75 عاماً فما فوق، مقارنة بزيادة قدرها 5% في القوى العاملة بشكل عام.

هذا ويمكن أن يكون للعودة عن التقاعد فوائد متعددة للصحة الجسدية والعقلية، ألا وهي:

• زيادة الدخل: مع ارتفاع التضخم، قد لا تستمر مدخرات التقاعد الخاصة بك للفترة التي كنت تتوقعها، ولذلك فإن الراتب الإضافي يمكن أن يمنحك راحة البال.
•  استخدم عقلك: ينطبق مبدأ "استخدمه أو افقده" على الدماغ أيضاً، وعندما تعمل بعد التقاعد، فإنك تدرب عقلك بطرق جديدة كل يوم، سواء كان ذلك من خلال تعلم تكنولوجيا جديدة أو التفاعل مع أشخاص مختلفين.
• العودة إلى المجتمع: يمكن أن يجعلك التقاعد تشعر بالعزلة، لذلك فإن العودة إلى مكان العمل يمكن أن تساعدك على تعزيز شعور جديد بالمجتمع والتواصل مع الآخرين.
•  البحث عن الهدف: إذا لم تكن بحاجة إلى الاعتماد على الراتب، فقد تتمكن من التركيز على الوظيفة التي تمنحك متعة كبيرة بدلاً من التركيز على المردود المادي وهذا يزيد من الشعور بالرضا والسعادة.