شرود الذهن أثناء النهار يرتبط بمحتوى الأحلام أثناء النوم

منوعات

كيف يمكن لشرود العقل أثناء النهار أن يؤثر على محتوى الأحلام أثناء النوم؟

19 تشرين الثاني 2023 13:12

قدم بحث جديد نشر في مجلة Scientific Reports دليلاً على أن الطريقة التي يفكر بها الناس ويشعرون بها أثناء ساعات النهار ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمحتوى وخصائص أحلامهم أثناء النوم، وعلى وجه التحديد، الأحلام تشبه إلى حد كبير الأفكار التي لا علاقة لها بالمهام التي نقوم بها، لكنها مرتبطة بالتفكير غير الواعي مثل شرود الذهن، مما يدعم فكرة أن تجاربنا النهارية متشابكة نفسياً مع أحلامنا في الليل.

أحلام اليقظة ترتبط بمحتوى الأحلام أثناء النوم

على الرغم من التقدم في الفهم العلمي، فإن العوامل التي تؤثر على نوعية أحلامنا ومحتواها لا تزال غير مفهومة، وقد رسمت الأبحاث السابقة أوجه تشابه بين محتوى الأحلام أثناء النوم وأفكار اليقظة، ملمحة إلى الروابط المحتملة.

ومع ذلك، فإن معظم الدراسات كانت محدودة بسبب صغر حجم العينات وعدم استكشاف أنواع أحلام اليقظة التي تشبه الأحلام بشكل دقيق، وتهدف هذه الدراسة إلى معالجة هذه الثغرات واكتساب نظرة أوضح حول الآليات الأساسية للحلم.

وأوضح مؤلف الدراسة كوينتين رافايلي، الحاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من مختبر علم الأعصاب والعاطفة والفكر في جامعة أريزونا: "تمحورت أعمال الدكتوراه الخاصة بي حول موضوع الأفكار التي تظهر في السياقات التي تكون فيها المتطلبات البيئية في حدها الأدنى في الحياة اليومية ".

وأضاف: " يشمل ذلك المواقف التي يؤدي فيها الشخص مهمة سهلة للغاية، بناءً على الذاكرة الروتينية مثل غسل الأطباق، أو السلبية مثل انتظار الحافلة، حيث تتطلب هذه المواقف القليل جداً من الناحية المعرفية، لكن الأمر المذهل هو أنه في هذه المواقف يميل العقل إلى إنتاج الكثير من المحتوى غير ذي الصلة، وهو ما يسمى عادة شرود العقل".

الفرق بين أحلام اليقظة والأحلام أثناء النوم

وأردف: " والحلم هو أحد الأشكال المتطرفة لمثل هذه الحالة، عندما يقوم العقل بتوليد محتوى متاح للوعي في موقف يكون فيه الجسم تقريباً منفصلاً تماماً عن البيئة وليس لديه مهمة للقيام بها بخلاف أنشطة التعافي والراحة التي تتطلب النوم فقط".

واستطرد: "تقترح الكثير من الأبحاث وجود نوع من الارتباط بين أحلام اليقظة، أي شرود العقل بواسطة الفكر غير المرتبط بالمهمة وبين الأحلام أثناء النوم، وهي نظرية تُعرف باسم فرضية الاستمرارية، وكان هدفنا من هذه الدراسة هو أن نثبت مع عينة كبيرة ومتنوعة أن هذه الاستمرارية تشمل الخصائص الظاهرية لمثل هذه التجارب، أي أن الطريقة التي نحلم بها في أحلام اليقظة تنبئ بالطريقة التي نحلم بها عندما ننام".

الأحلام تشبه أفكار الشرود لناحية المحتوى الاجتماعي والعاطفي

لاستكشاف العلاقة بين الأحلام وأفكار اليقظة، أجرى الباحثون دراسة شملت 719 شاباً تم تجنيدهم من مجموعة الطلاب الجامعيين بجامعة أريزونا، وطُلب منهم تنزيل تطبيق على الهاتف الذكي يسمى "Mind Window"، والذي دفعهم إلى الإجابة على أسئلة حول أفكارهم ومشاعرهم طوال اليوم، وتم إجراء هذا التقييم البيئي اللحظي على مدى أسبوع واحد.

وكانت النتيجة الأكثر إثارة للدهشة في الدراسة هي التشابه الكبير بين الأحلام والأفكار غير المرتبطة بالمهمة، وخاصة تلك التي كانت مستقلة عن التحفيز، حيث رأى المشاركون أن أحلامهم تشبه أفكار الشرود من حيث التكافؤ والحيوية والتركيز على الذات والمحتوى الاجتماعي.

وعلاوة على ذلك، اكتشف الباحثون أن الأفكار غير المرتبطة بالمهمة، وخاصة تلك التي كانت مشحونة عاطفياً، ترتبط بشكل إيجابي بخصائص الحلم على المستوى الفردي، ويشير هذا إلى أن الأفراد الذين لديهم اهتمامات عاطفية أكثر أهمية في حياتهم اليقظة يميلون إلى تجربة محتوى عاطفي مماثل في كل من أحلامهم وأفكارهم النهارية.

المصدر: مجلة Scientific Reports