توصلت دراسة جديدة إلى أن ضمور أحد مراكز الذاكرة الرئيسية في الدماغ ينذر بتراجع التفكير، هذه المنطقة هي الحصين، وهو هيكل ذو جانبين يقع تقريباً فوق كل أذن ومغمور بعمق داخل الفص الصدغي للدماغ، ومن المعروف منذ زمن طويل أنه يلعب دوراً حاسماً في تخزين ونقل الذاكرة القصيرة والطويلة المدى.
نُشر البحث الجديد في مجلة علم الأعصاب، وركز البحث على بيانات مسح الدماغ التي تم جمعها من 128 شخصاً يبلغ متوسط أعمارهم 72 عاماً.
التغييرات في مستويات لويحات الأميلويد أو تشابكات تاو مرتبطة بالزهايمر
واستخدم فريق بقيادة الدكتور برنارد هانسيو، من كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن، عمليات المسح لتتبع التغيرات في مستويات لويحات الأميلويد أو تشابكات تاو في المخ، وكلاهما مرتبط ببداية مرض الزهايمر.
واستخدم الفريق أيضاً عمليات المسح، التي يتم إجراؤها سنوياً، لرسم أي تغييرات في حجم الحصين لدى المشاركين على مدار سبع سنوات، وذكرت مجموعة هانسيو أن الأشخاص الذين أظهروا أكبر انكماش في الحصين لديهم كانوا أكثر عرضة أيضاً لإظهار تراجع التفكير خلال فترة الدراسة.
الأمراض التنكسية العصبية تخفض حجم الحصين في الدماغ
وأشاروا إلى أن هذا يبدو أنه يحدث بشكل مستقل عن التغيرات في مستويات الأميلويد أو تشابكات تاو، وقدّروا أن انكماش الحُصين قد يكون مسؤولاً عن 10% من حالات تراجع التفكير وانخفاض الذاكرة.
وقال هانسيو في بيان صحفي صادر عن الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب: "تشير هذه النتائج إلى أن الأمراض التنكسية العصبية سواء كانت مرض الزهايمر أو غيره تساهم في هذا الانخفاض، وقد يساعدنا قياس حجم الحصين في تقييم هذه الأسباب التي يصعب قياسها حالياً".
وقال هانسيو: "هذا يمكن أن يساعدنا على التنبؤ بشكل أفضل بمن سيستجيب لهذه الأدوية الجديدة بالإضافة إلى اكتشاف ودراسة مسارات التدهور المعرفي لدى الأشخاص حتى قبل الإصابة بالمرض وظهور الأعراض".
تقلص حجم الدماغ مرتبط بالإصابة بمرض الزهايمر
يذكر أن مرض الزهايمر هو اضطراب في الدماغ يتفاقم بمرور الوقت، وتعود أسبابه إلى حدوث بعض التغيرات في الدماغ التي تؤدي إلى ترسبات لبعض البروتينات فيه.
ويسبب داء الزهايمر تقلص في حجم الدماغ وموت بعض الخلايا بشكل متزايد، ومرض الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالخَرَف، وهو تدهور تدريجي في الذاكرة والقدرة على التفكير وضعف المهارات السلوكية والاجتماعية.
المصدر: مجلة علم الأعصاب