الخفافيش السيروتينية تتكاثر دون ممارسة الجنس

عالم الحيوان

الخفافيش السيروتينية هي الثدييات الوحيدة التي تقوم بالتكاثر دون ممارسة الجنس

21 تشرين الثاني 2023 15:14

يمتلك هذا الخفاش عضواً على شكل قلب، وكان من الممكن أن يكون هذا أمراً مذهلا جداً لو لم يكن أكبر من المطلوب بسبعة أضعاف، ومع ذلك فهي تقوم بالتكاثر دون أن تمارس الجنس.

ويتميز الخفاش السيروتيني Eptesicus serotinus، بقضيب أكبر بسبع مرات من أن يتناسب مع الفتحة المهبلية للأنثى، ولذلك يجب عليه أن يكون مبدعاً عندما يتعلق الأمر بالتكاثر الجنسي، فمن المستحيل جسدياً أن تتمكن الزائدة الضخمة من تنفيذ الاختراق بعد الانتصاب، لكن لقطات الفيديو كشفت كيف تطورت لتحقيق التزاوج عن طريق استخدام زوائدها الضخمة التي تشبه الذراع. 

الأعضاء التناسلية للخفاش السيروتيني

عند النظر إلى الخفاش السيروتيني، قد لا تدرك أنه يخفي بعض الأعضاء التناسلية المخيفة، وهذه الثدييات الرقيقة هي خفافيش أوراسية كبيرة إلى حد ما، بحجم الليمونة تقريباً، وتحت هذا الفراء، يحمل الذكور قضيباً أكبر بكثير من أن يناسب أعضاء الأنثى.

وقال المؤلف الأول للبحث "نيكولا فاسيل" من جامعة لوزان في بيان: "بالصدفة، لاحظنا أن هذه الخفافيش لديها قضبان طويلة بشكل غير متناسب، وكنا نتساءل دائماً كيف يتمكنون من التزاوج، اعتقدنا أنه ربما يكون الأمر كما هو الحال في الكلاب، حيث ينتفخ القضيب بعد الإيلاج بحيث يتم قفلهما معاً، أو بدلاً من ذلك ربما لا يتمكنون من إدخاله إلى جسم الأنثى، ولكن لم يتم الإبلاغ عن هذا النوع من الجماع في الثدييات حتى الآن".

يبدو لأول وهلة أن هذا النوع من الحيوانات محكوم عليه بالفناء نظراً لأن قضبان الذكور أطول بسبع مرات وأوسع من متوسط فتحة المهبل والقناة لدى الإناث.

التزاوج لدى الخفافيش السيروتينية 

وإذا كنت تتساءل عن كيفية الحصول على مثل هذه القياسات الدقيقة لقضيب الخفافيش، فإن هذا النوع يأتي مع ميزة مريحة تتمثل في الانتصاب أثناء التخدير، وهي سمة مشتركة بين العديد من الخفافيش، وعلى الرغم من أنه أمر محرج بالنسبة لطبيب التخدير، لكنه مناسب للبحث.

على الرغم من القياسات غير الملائمة لأعضائها التناسلية، إلا أن الخفافيش السيروتينية لا تزال موجودة، فكيف تصنع خفافيش صغيرة دون نوع الاختراق الذي يميز عادة التكاثر الجنسي للثدييات؟ التزاوج هو سلوك لا نعرف عنه سوى القليل في الكثير من أنواع الخفافيش، لكن الباحثين تمكنوا من الحصول على لقطات لتزاوج الخفافيش السيروتينية باستخدام عدد قليل من الكاميرات الموضوعة بشكل انتقائي. 

الخفافيش السيروتينية تتكاثر دون ممارسة الجنس

التقطت اللقطات 97 حدث تزاوج جرت في مركز إعادة تأهيل الخفافيش في أوكرانيا وفي هولندا، كشفت مشاهدتهم مرة أخرى أن الخفافيش لا تمارس الجنس الاختراقي، لحسن الحظ بالنسبة للإناث، وبدلاً من ذلك، كان الذكور يستخدمون قضبانهم المنتصبة قليلاً مثل الذراع لتمهيد الطريق حتى يتمكنوا من الاتصال بشكل أفضل بالفرج.

وتمتلك إناث الخفافيش السيروتينية أغشية ذيل يمكنها استخدامها كشكل من أشكال الحماية ضد أعضاء الذكور غير المرغوب فيها، ومن الممكن أن يكون حجم القضيب الهائل بمثابة تكيف للذكور للتغلب على هذا الحاجز، عن طريق دفعه بالقوة بعيداً عن الطريق من خلال انتصابهم الضخم، وبمجرد وصولهم إلى موضعهم، بقي أزواج التزاوج ثابتين في احتضان يمكن أن يستمر من 53 دقيقة إلى 12.7 ساعة.

ولاحظ الباحثون أن بطون الإناث تبدو مبللة بعد حلقات العناق الواسعة، مما يشير إلى أنه ربما تم تبادل السائل المنوي. 

المصدر: مجلة Current Biology