قدمت دراسة رائدة أجرتها جامعة كولونيا أملاً جديداً للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى الوراثية الشائع.
ويكشف البحث، الذي نُشر في مجلة Cell Reports Medicine، أن اتباع نظام غذائي خاص، يُعرف باسم النظام الغذائي الكيتوني، قد يساعد في علاج مرض الكلى المتعدد الكيسات ADPKD، وهو المسؤول عن حوالي 10٪ من جميع حالات الفشل الكلوي.
فوائد النظام الغذائي الكيتوني لوظائف الكلى
وشملت الدراسة، المعروفة باسم Keto-ADPKD، بقيادة الدكتور "رومان أولريش مولر"، 66 مشاركاً تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات: اتبعت إحداهما النظام الغذائي الكيتوني، ومارست الأخرى صيام الماء بشكل دوري، أي شرب الماء فقط لمدة ثلاثة أيام كل شهر، واتبعت المجموعة الثالثة إرشادات النظام الغذائي المعتادة.
مجموعة النظام الغذائي الكيتوني: اتبعت هذه المجموعة نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات، مثل الخبز والحلويات، وعالي الدهون، مثل زيت الزيتون والأسماك الدهنية، أما مجموعة صيام الماء فقد استهلك المشاركون فيها الماء فقط لمدة ثلاثة أيام كل شهر، واتبعت المجموعة الضابطة توصيات النظام الغذائي القياسية.
وأظهر البحث نتائج واعدة:
- معدل نجاح مرتفع: وجد معظم المشاركين أن من السهل اتباع النظام الغذائي الكيتوني وصيام الماء، مما يتعارض مع الشكوك الأولية حول إمكانية التطبيق العملي لهذه الأنظمة الغذائية.
- تغييرات صحية إيجابية: كشفت الدراسة عن تحسينات كبيرة في وظائف الكلى لأولئك الذين يتبعون النظام الغذائي الكيتوني، وقد لوحظت هذه التحسينات بعد ثلاثة أشهر فقط.
- السلامة والفعالية: لم يبلغ المشاركون عن أي آثار جانبية كبيرة، مما يدل على سلامة وفعالية هذه التغييرات الغذائية.
دور النظام الغذائي في علاج أمراض الكلى
ستغير هذه الدراسة قواعد اللعبة في كيفية تعاملنا مع علاج أمراض الكلى، ويظهر أن تغيير النظام الغذائي يمكن أن يكون له تأثير عميق على الصحة، على غرار تناول الأدوية، ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن هناك حاجة لدراسات أكثر شمولاً قبل أن يتم التوصية بهذا النظام الغذائي على نطاق واسع لمرضى ADPKD.
كما يعد إجراء مزيد من الأبحاث التي تشمل عدداً أكبر من المشاركين ومواقع مختلفة أمراً بالغ الأهمية لتأكيد هذه النتائج الأولية، حيث تفتح هذه الدراسة إمكانيات علاج الأمراض من خلال النظام الغذائي، مما قد يؤدي إلى تقليل الاعتماد على الأدوية التقليدية.
النظام الغذائي الكيتوني يحسن صحة الكلى
وبالمحصلة، تقدم دراسة Keto-ADPKD بصيص أمل لأولئك الذين يعانون من ADPKD، مما يشير إلى أن التغييرات الغذائية، وخاصة النظام الغذائي الكيتوني، يمكن أن تحسن صحة الكلى بشكل كبير، كما يمهد هذا البحث الطريق لفهم جديد لكيفية تأثير النظام الغذائي على الأمراض الوراثية والصحة العامة.
المصدر: مجلة Cell Reports Medicine