نحن نبحث باستمرار عن عوامل قد تحمينا من بعض الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب والسرطان.
وعلى نفس المنوال، فإن اكتشاف السمات التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض مع تقدمنا في السن يساعدنا على وضع خطط لتجنبها، ولكن من كان يظن أن شيئاً بسيطاً مثل طولنا يمكن أن يكون له تأثير بهذه الفائدة؟
اتضح أن كون الشخص طويل القامة في فترة الطفولة يمكن أن يحميك من أمراض القلب والسكتة الدماغية في وقت لاحق من الحياة، وذلك وفقاً لدراسة أجرتها جامعة بريستول حيث قام الباحثون بتحليل الطول والبيانات الوراثية لـ 454000 شخص.
طول القامة أثناء الطفولة يحمي من أمراض القلب
وجد علماء من جامعة بريستول أن الأشخاص طوال القامة في بداية حياتهم عادة ما يكون لديهم خطر أقل للإصابة بأمراض الشريان التاجي، ولكن كونهم طوال القامة ينطوي على مخاطر إضافية.
طول القامة أثناء الطفولة يحمي من أمراض القلب
لقد حصلنا بالفعل على دليل من الدراسات السابقة يشير إلى أن الطول قد يحمي من أمراض القلب، ولكن ما إذا كان هذا تأثيراً مباشراً للطول أثناء الطفولة أو تأثيراً طويل المدى يستمر حتى مرحلة البلوغ لم يكن معروفاً حتى الآن.
تأثير طول القامة في الطفولة على صحة القلب في مرحلة البلوغ
استخدم باحثون من كلية الطب في بريستول تقنية إحصائية سمحت للعلماء بفصل تأثير طول الطفولة عن تأثير طول البالغين على صحة القلب، ويوضح هذا النهج مدى الترابط بين طول الأطفال والبالغين وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وباستخدام بيانات من دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، حدد الفريق العلامات الجينية لطول الأطفال والبالغين من 454.023 شخصاً، والعلامات الجينية المرتبطة بخمسة أنواع من أمراض القلب والأوعية الدموية، وشملت هذه السكتة الدماغية، ومرض الشريان التاجي، ومرض الشريان المحيطي، وعدم انتظام ضربات القلب أو الرجفان الأذيني، وتمدد الأوعية الدموية في الأبهر الصدري.
طول القامة في سن مبكرة يقلل خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي
ومن خلال تحليلاتهم، أظهرت النتائج أن الأشخاص الأطول في بداية حياتهم عادة ما يكون لديهم خطر أقل للإصابة بأمراض الشريان التاجي، ومع ذلك، تشير الأدلة الجديدة من البحث إلى أن هذا يُعزى على الأرجح إلى الأشخاص الذين يكونون أطول طوال حياتهم، حيث ينمو الأطفال الأطول عادةً ليصبحوا بالغين أطول، والطول عند البلوغ هو الذي يقف إلى حد كبير وراء هذا التأثير الوقائي.
طول القامة في سن مبكرة يقلل خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي
ومن ناحية أخرى، تشير النتائج المفاجئة لهذه الدراسة إلى أن طول القامة في مرحلة الطفولة قد يزيد من خطر الإصابة بأنواع أخرى من أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل تمدد الأوعية الدموية الأبهري وعدم انتظام ضربات القلب، بغض النظر عن الطول في مرحلة البلوغ.
المصدر: جامعة بريستول