التصفح السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي يفاقم أعراض القلق الاجتماعي

علوم

تصفح وسائل التواصل الاجتماعي دون الإعجاب أو التعليق على المنشورات يرتبط بالإصابة بالقلق الاجتماعي

18 كانون الأول 2023 12:44

كشفت دراسة جديدة أن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي دون الإعجاب أو التعليق على المنشورات قد يكون علامة على وجود حالة صحية عقلية خطيرة.

ووجد الباحثون في جامعة الصين المركزية للمعلمين أن الأشخاص الذين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي "بشكل سلبي" هم أكثر عرضة للمعاناة من القلق الاجتماعي مقارنة بالأشخاص الذين يستخدمونها بنشاط، مثل تحميل المنشورات ومشاركة تحديثات الحياة. 

العلاقة بين النشاط على منصات التواصل الاجتماعي والصحة العقلية

وقام الفريق باستطلاع رأي أكثر من 500 طالب جامعي حول صحتهم العقلية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ووجد أن "المتلصصين" كانوا أكثر خوفاً من المواقف غير المألوفة في حياتهم الحقيقية.

ومن ناحية أخرى، وجد أولئك الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بنشاط أن لديهم المزيد من الدعم الاجتماعي وتحسين نوعية الصداقة.

وشملت الدراسة، التي نُشرت في مجلة BMC مجموعة من 571 طالباً من مقاطعة شانشي ومقاطعة هوبي في الصين في الفترة من أيار إلى تموز 2022، وأكملت المجموعة استبيانات تقيس الانفتاح والاستخدام النشط والسلبي لوسائل التواصل الاجتماعي والتقييم الذاتي والقلق الاجتماعي.

تأثير الاستخدام النشط والسلبي لوسائل التواصل على الصحة العقلية

لقياس الانفتاح، طُلب من المشاركين ترتيب سلسلة من العبارات: واحدة تشير إلى عدم الموافقة بشدة وأربعة تشير إلى الموافقة بشدة، تضمنت هذه العبارات تصريحات مثل: "أعتقد أنني شخص مبتكر" و"أعتقد أنني شخص يتمتع بخيال نشط".

وكان القياس التالي، الاستخدام النشط والسلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، عبارة عن استبيان مكون من تسعة عناصر يسأل عن عدد المنشورات التي ينشرونها، مثل تحديثات الحالة والإعجابات والتعليقات.

وأشارت الدراسة إلى أن "الاستخدام النشط يشير إلى سلوكيات توليد المعلومات التي تعزز التواصل، مثل نشر تحديثات الحالة أو التعليقات".

وكتب فريق البحث: "يشير الاستخدام السلبي إلى سلوكيات تصفح المعلومات التي تفتقر إلى التواصل، مثل عرض الصفحات الرئيسية أو الصور الخاصة بالآخرين".

وطلب جزء التقييم الذاتي من المشاركين الموافقة أو عدم الموافقة على عبارات مثل "أعتقد أنني شخص ذكي"، وركز الاستبيان النهائي على القلق الاجتماعي مع عينة من العناصر بما في ذلك "المجموعات الكبيرة تجعلني عصبياً" و"يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للتغلب على خجلي في المواقف الجديدة"، ثم طُلب من المشاركين ترتيب بعض الحالات على درجات من "لا يشبهني على الإطلاق" إلى "يشبهني كثيراً".

التصفح السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي يفاقم أعراض القلق الاجتماعي

وأكدت الدراسة أن أولئك الذين أبلغوا عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي كانوا أكثر عرضة لإظهار صفات مختلة.

وكتب الباحثون: "يميل الناس إلى تصوير أنفسهم بطرق مفرطة في الإطراء على منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي قد يؤدي بالمستخدمين السلبيين إلى الوقوع دون وعي في معضلة المقارنات الاجتماعية التصاعدية عندما يرون تحديثات أصدقائهم".

وأوضح الباحثون :"لقد وجدت الدراسات السابقة أيضاً أن الأفراد الذين يستخدمون الشبكات الاجتماعية بشكل سلبي لديهم غيرة أعلى وانخفاض لاحترام الذات، وعلى وجه الخصوص، يمكن أن يؤدي الاستخدام السلبي لخدمات ومواقع التواصل الاجتماعي إلى تفكير سلبي يتعلق بالعلاقات الشخصية، مما يؤدي بسهولة إلى تفاقم أعراض القلق الاجتماعي".

كما وجد الفريق أنه عندما يستخدم المستخدمون المنصات بنشاط، فإنهم يشعرون بالراحة في تصوير أنفسهم للآخرين وتلقي التعليقات.

وقال الباحثون: "بالإضافة إلى ذلك، أصبح الأفراد أكثر ثقة في قدرتهم على الحفاظ على عدد كبير من الروابط الضعيفة، ونتيجة لذلك، يمكن للأفراد تجميع رأس المال الاجتماعي بشكل أكثر فعالية، وتلبية احتياجات الارتباط، وتطوير تصور إيجابي للذات". 

المصدر: مجلة BMC