قدرات صواريخ هواسونغ الكورية الشمالية على ضرب الأراضي الأمريكية

الرصد العسكري

صواريخ هواسونغ الكورية الشمالية يمكن أن تصل إلى كامل الأراضي الأمريكية

20 كانون الأول 2023 14:11

وجهت كوريا الشمالية رسالة قوية بإطلاق صاروخها هواسونغ-18 للمرة الثالثة، وقطع الصاروخ مسافة تزيد عن 6000 كيلومتر قبل أن يسقط في البحر غرب هوكايدو، خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، ويمثل تصعيد برنامج كوريا الشمالية للصواريخ الباليستية العابرة للقارات نقطة تحول رئيسية في ديناميكيات الأمن العالمي، وأهم أدوات هذا التصعيد هي صواريخ هواسونغ 14، وهواسونغ 15، وصواريخ هواسونغ 18 الأخيرة، وذلك بسبب مداها الكبير وإمكاناتها التدميرية، وكلها قادرة على الوصول إلى الأراضي الأمريكية، وذلك وفقاً لما ذكره موقع Army Recognition.

كوريا الشمالية تطلق صاروخ هواسونغ-18 للمرة الثالثة

في 18 كانون الأول 2023، أطلقت كوريا الشمالية للمرة الثالثة صاروخاً من طراز هواسونغ-18 من منطقة قريبة من بيونغ يانغ، متجهاً نحو البحر على طول الساحل الشرقي للبلاد، ووفقاً لهيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية، فإن الصاروخ قطع مسافة حوالي 1000 كيلومتر بشكل أفقي، وأشارت وزارة الدفاع اليابانية إلى أن الرحلة استغرقت 73 دقيقة، أي ما يعادل تقريباً رحلة سابقة لصاروخ باليستي عابر للقارات أطلقته كوريا الشمالية في شهر تموز الماضي، ووصل الصاروخ إلى أقصى ارتفاع يزيد عن 6000 كيلومتر قبل أن يسقط في البحر غرب هوكايدو، خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.

قدرات صواريخ هواسونغ الكورية الشمالية على ضرب الأراضي الأمريكية

وهذا تذكير بالتطور المتواصل للصواريخ الكورية الشمالية على مدى عدة سنوات، ومع ذلك، فإن التهديد ينمو مع تزايد مدى الصواريخ الكورية الشمالية المختلفة، ولكن ما هي القدرات الحقيقية لهذه الصواريخ القادرة على ضرب معظم الأراضي الأمريكية؟

أولاً، هناك صاروخ هواسونغ-14، أو KN-20، وهو أول صاروخ باليستي متنقل عابر للقارات تصنعه كوريا الشمالية، وتم إجراء أول اختبار طيران له في 4 تموز 2017، بالتزامن مع عيد استقلال الولايات المتحدة، ويتمتع هذا الصاروخ بمدى يجعله قادراً على ضرب ألاسكا وهاواي، وخلال الاختبارات، وصل الصاروخ هواسونغ-14 إلى أقصى ارتفاع يعادل 3724.9 كيلومتر وقطع مسافة أفقية تبلغ 998 كيلومتر في بحر اليابان، وإذا تم إطلاقه على مسار محسّن، فقد يمتد مداه إلى 10000 كيلومتر، مما يضع الساحل الغربي للولايات المتحدة وشيكاغو وربما نيويورك في متناول يده، ولكن مع حمولة منخفضة فقط.

قدرات صواريخ هواسونغ الباليستية الكورية الشمالية

يعد هواسونغ-15، الذي أطلقت عليه الولايات المتحدة إسم KN-22، بمثابة تطوير لصاروخ هواسونغ-14، وتم إطلاق هذا الصاروخ لأول مرة في 29 تشرين الثاني 2017، وهو أكبر حجماً وقادر على إيصال حمولات أكبر، مما يسمح بنشر رؤوس حربية نووية كبيرة أو مضاعفة عددها، وقد تم اختباره عدة مرات، حيث وصل إلى أعلى ارتفاع يبلغ 6000 كم وغطى مسافة 1080 كم، وتدعي كوريا الشمالية أن هذا الصاروخ قادر على ضرب القارة الأمريكية بأكملها.

هذا ويعد هواسونغ-18 أحدث الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لكوريا الشمالية، ويوصف بأنه صاروخ يعمل بالوقود الصلب، وهو أكثر صعوبة في اكتشافه بواسطة أنظمة المراقبة، وفي "تمرين الإطلاق" الأخير، وصل إلى أقصى ارتفاع قدره 6518.2 كيلومتر وقطع مسافة 1002.3 كيلومتر، وأظهر هذا الاختبار قدرته على ضرب أي مكان في الولايات المتحدة.

خطر وصول الصواريخ الكورية الشمالية العابرة للقارات إلى الأراضي الأمريكية

إذا شنت كوريا الشمالية هجوماً نووياً ضد الولايات المتحدة، فسيؤدي ذلك إلى دمار هائل في المناطق المستهدفة، ومن شأن الانفجارات النووية أن تتسبب في أضرار جسيمة وفورية، وتدمير البنية التحتية، وتسبب خسائر بشرية وإصابات خطيرة لا حصر لها، وبعيداً عن التأثير الأولي، فإن التأثيرات الطويلة الأجل ستكون كارثية أيضاً، حيث يمكن أن يلوث الغبار المتساقط مساحات شاسعة، مما يجعل المناطق المتضررة غير صالحة للسكن لسنوات عديدة ويؤثر بشكل خطير على البيئة والصحة العامة.

أما بالنسبة لقدرات الولايات المتحدة الاعتراضية، فهو موضوع معقد، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة طورت أنظمة دفاع صاروخية متقدمة، إلا أن فعالية هذه الأنظمة ضد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات مثل سلسلة هواسونغ ليست مطلقة، فهناك الكثير من العوامل المختلفة مثل مسار الصاروخ، والسرعة، والحمولة، والتدابير المضادة مثل الأفخاخ الخداعية والتي يمكن أن تؤثر على معدل نجاح الاعتراض. 

المصدر: موقع Army Recognition