الأشخاص الذين لا يتعاطون المواد المخدرة يتمتعون برفاهية روحية أفضل

تقييم الرفاهية الروحية للفرد

يشير مصطلح الرفاهية الروحية إلى الرضا والسعادة التي يشعر بها الشخص تجاه توجهاته الأخلاقية وقناعاته الدينية بشكل عام.

كان الدافع وراء الدراسة هو الاعتراف المتزايد بأهمية الرفاهية الروحية في نوعية الحياة، خاصة أن مؤشرات الصحة الاقتصادية والجسدية كانت محور التركيز الأساسي في تقييم رفاهية الفرد في السابق، ولهذا السبب، سلطت الأبحاث الحديثة الضوء على الحاجة إلى أدوات أكثر دقة تأخذ في الاعتبار أيضاً البعد الروحي للحياة.

الرفاهية الروحية جزء مهم من نوعية حياة الشخص

وقالت الدكتور "آنا غارسيا" مؤلفة الدراسة: "أنا أعمل على موضوعات الروحانية والإمكانات العلاجية للمخدرات لدى الأشخاص المصابين ببعض الأمراض الخطيرة، وفيما يتعلق بهذا البحث، كان الهدف الرئيسي هو تقييم مقياس الرفاهية الروحية في البرازيل، أي التحقق مما إذا كان هذا المقياس أداة جيدة لقياس الرفاهية الروحية بين الناس في البرازيل، وبالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى أن الجمهور المستهدف للدراسة كان مقسوماً إلى قسمين، وهما متعاطي المواد المخدرة وغير المتعاطين، ولذلك أردنا التحقق مما إذا كان هناك أي فروقات بين الرفاهية الروحية لهاتين المجموعتين".

العلاقة بين الرفاهية الروحية وتعاطي المخدرات

وأضافت غارسيا "لدي اهتمام شخصي ومهني بموضوع الصحة الروحية، فهناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن الرفاهية الروحية جزء مهم من نوعية حياة الشخص، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يواجهون مواقف مرهقة وصعبة، مثل المعاناة من مرض خطير، وبالنسبة للمخدرات، يرتبط تاريخ استخدام هذه المواد بين البشر ارتباطاً وثيقاً بالرفاهية الروحية".

أُجريت الدراسة كمسح مقطعي عبر الإنترنت على مدار شهرين، وتم تجنيد المشاركين البالغين، من كلا الجنسين وبغض النظر عن الحالة الصحية، من خلال تطبيقات المراسلة ومنصات التواصل الاجتماعي، وبلغ عدد المشاركين 517 شخصاً، وطُلب من كل مشارك إكمال استبيان أولي يجمع معلومات عن العمر والجنس ومستوى التعليم والملف المهني والرفاهية الروحية والتدين وتعاطي المواد المخدرة.

عدم تعاطي المخدرات يرتبط بالحصول على رفاهية روحية أعلى

ووجد الباحثون أن الأفراد الأكبر سناً أظهروا عموماً رفاهية روحية أعلى، وكانت الاختلافات بين الجنسين واضحة أيضاً، حيث سجلت النساء درجات سعادة ورفاهية روحية أعلى بكثير مقارنة بالرجال، ومن المثير للاهتمام أن الأفراد ذوي مستوى تعليم منخفض حصلوا على درجات أعلى في مقياس الرفاهية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين شاركوا بشكل متكرر في مناقشات حول الموت أبلغوا عن مستوى أعلى من الرفاهية الروحية.

وكان الجانب المثير للاهتمام بشكل خاص في الدراسة هو اكتشاف تأثير تعاطي المواد المخدرة، حيث يميل المشاركون الذين لم يتعاطوا المخدرات مطلقاً إلى الحصول على رفاهية روحية أفضل.