بعض الوجوه الموجودة في لوحة مادونا ديلا روزا لم يرسمها رافائيل

منوعات

الذكاء الاصطناعي يكشف مفاجأة غير عادية تتعلق بلوحة رافائيل الشهيرة مادونا ديلا روزا

30 كانون الأول 2023 19:18


يمكن تدريب الذكاء الاصطناعي AI على اكتشاف التفاصيل في الصور التي لا تستطيع العين البشرية ملاحظتها، والآن، اكتشفت شبكة عصبية تعمل بالذكاء الاصطناعي شيئاً غير عادي بشأن أحد الوجوه التي تصورها إحدى لوحات رافائيل الشهيرة: لم يكن رافائيل هو من رسمها حقاً!

تحفة رافائيل الشهيرة

الوجه الذي نتحدث عنه هو وجه القديس يوسف "جوزيف"، الذي يظهر في الجزء العلوي الأيسر من اللوحة الشهيرة المعروفة باسم مادونا ديلا روزا "أي مادونا الوردة".

الذكاء الاصطناعي يكتشف سراَ يتعلق بلوحة رافائيل الشهيرة

لقد ناقش العلماء منذ فترة طويلة ما إذا كانت اللوحة أصلية لرافائيل أم لا، وفي حين أن الأمر يتطلب أدلة متنوعة لاستنتاج مصدر هذا العمل الفني، إلا أن طريقة جديدة للتحليل تعتمد على خوارزمية الذكاء الاصطناعي أكدت وجهة نظر أولئك الذين يعتقدون أن بعض الضربات على الأقل كانت من فعل فنان آخر وليس رافائيل.

قام باحثون من المملكة المتحدة والولايات المتحدة بتطوير خوارزمية تحليل مخصصة بناءً على الأعمال التي نعرف أنها فعلاً من رسومات الفنان الإيطالي الشهير.

وقال عالم الرياضيات وعالم الكمبيوتر، "حسن عقيل" من جامعة برادفورد في المملكة المتحدة: "باستخدام تحليل عميق للميزات، استخدمنا صوراً للوحات رافائيل الأصلية لتدريب الكمبيوتر على التعرف على أسلوبه بدرجة مفصلة للغاية، بدءاً من ضربات الفرشاة ولوحة الألوان والتظليل وكل جانب من جوانب العمل، حيث يستطيع الكمبيوتر أن يرى بشكل أدق بكثير من العين البشرية، فهو يستطيع الرؤية على المستوى المجهري".

تحتاج خوارزميات الذكاء الاصطناعي عادةً إلى التدريب على مجموعة كبيرة من الأمثلة، وفي هذه الحالة، قام الفريق بتعديل البنية المدربة مسبقاً التي طورتها شركة مايكروسوفت Microscoft والتي تسمى ResNet50، وقد ثبت سابقاً أن هذه الطريقة تتمتع بمستوى دقة يصل إلى 98 % عندما يتعلق الأمر بدراسة لوحات رافائيل، وعادة، يتم تدريب البرنامج على الصور الكاملة، ولكن هنا طلب الفريق منه أيضاً النظر إلى الوجوه الفردية لكل شخص.

أجزاء من اللوحة الشهيرة "ديلا روزا" ليست من رسم رافائيل

في حين تظهر السيدة العذراء والطفل والقديس يوحنا على أنهم من رسم رافائيل فعلاً، فإن هذا ليس هو الحال بالنسبة للقديس يوسف، فقد لاحظ الباحثون في المناقشات السابقة حول أصالة اللوحة، أن وجه القديس يوسف أقل جودة من الوجوه الأخرى الموجودة في الصورة

وقال عقيل: "عندما اختبرنا لوحة ديلا روزا ككل، لم تكن النتائج حاسمة، لذلك، قمنا باختبار الأجزاء الفردية، وبينما تم تأكيد أن بقية أجزاء الصورة من رسم رافائيل، ظهر وجه القديس يوسف على أنه ليس من رسم رافائيل على الأرجح".

ربما كان جوليو رومانو، أحد تلاميذ رافائيل، هو المسؤول عن الوجه الرابع، لكن هذا ليس مؤكداً بأي حال من الأحوال.

بعض الوجوه الموجودة في لوحة مادونا ديلا روزا لم يرسمها رافائيل

يعتقد الخبراء أن لوحة مادونا ديلا روزا رُسمت على القماش في الأعوام من 1518 إلى 1520، وفي منتصف القرن التاسع عشر، بدأ نقاد الفن يشككون في أن رافائيل ربما لم يرسم كل الوجوه الموجودة في اللوحة.

والآن، من شبه المؤكد أن هذه الشكوك قد ثبتت صحتها، على الرغم من أن فريق البحث الذي يقف وراء الدراسة حريص على التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي سوف يساعد خبراء الفن في المستقبل، بدلاً من استبدالهم. 

المصدر: مجلة علوم التراث