لم يصل كوكب الأرض بعد إلى المستويات القاتلة من الحرارة والرطوبة، ولكن وفقاً للتغيرات المناخية الحالية، فمن المحتمل أن تصبح أجزاء من العالم شديدة الحرارة والرطوبة لدرجة أن البشر لن يكونوا قادرين فعلياً على البقاء على قيد الحياة بسبب الطقس في العقود القادمة.
ووفقاً لفريق بحث أسترالي، فإن السكان الذين يتعرضون لأكبر قدر من التهديد غالباً ما يكونون أيضاً الأقل قدرة وجاهزية على التعامل معه.
تأثير الإجهاد الحراري الرطب على حياة الإنسان
وقرع الباحثون ناقوس الخطر بشأن الإجهاد الحراري الرطب في تعليق نشر في مجلة One Earth.
وقال الباحثون إن "الحد النظري لبقاء الإنسان على قيد الحياة"، هو درجة "حرارة الجسم الرطب" البالغة 35 درجة مئوية، وأوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة "إيما رامزي" وهي زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة معنى مصطلح الجسم الرطب بقولها: "درجة حرارة المصباح الرطب هي مقياس يتضمن درجة حرارة الهواء والرطوبة".
وأوضحت رامزي:"إذا كنت تقيسه على الأرض، فهو مقياس حرارة ملفوف بقطعة قماش مبللة، وفي الأساس، يتم قياس درجة الحرارة إذا تبخر الماء، لأن تبخر الماء، أو بالأحرى تبخر العرق، هو الطريقة التي يبرد بها البشر أجسامهم، وكلما زادت الرطوبة في الهواء، كلما زادت الحاجة إلى وجود حرارة أعلى حتى يتبخر الماء، وأصبح من الصعب على الجسم تبريد نفسه، وفي نهاية المطاف، سترتفع درجة حرارة الجسم الأساسية، ولن نكون قادرين على البقاء على قيد الحياة لفترة أطول من بضع ساعات فقط".
الإجهاد الحراري الرطب يهدد حياة البشر
وأشارت رامزي أن تحديد درجة حرارة المصباح الرطب بـ 35 درجة مئوية، "يعتمد بشكل كامل على الفيزياء، إن هذا الرقم هو الحد المثالي، ومن المؤكد تقريباً أن أي إنسان سيشعر بالضيق الشديد في درجات حرارة أقل من تلك".
كانت هناك بعض التسجيلات المعزولة للحد المميت البالغ 35 درجة مئوية في السنوات الأخيرة، ولكنها استمرت لفترة قصيرة، فلم يشهد الناس حتى الآن فترات أطول وأكثر فتكاً من درجات الحرارة الرطبة القاتلة.
توقعات بوصول الحرارة والرطوبة إلى مستويات قاتلة
وقالت رامزي: "في تاريخ البشرية، لم يتم تجاوز هذه الحدود مطلقاً، ولكن الأمر المخيف هو أن أفضل التوقعات المناخية المتاحة تظهر الآن أن أجزاء من العالم تسير على الطريق للوصول إلى هذه الحدود، وفي بعض الأجزاء، قد يكون ارتفاع درجة الحرارة بدرجة أو درجتين مئويتين فقط كافياً للوصول إلى العتبة الحرجة".
المناطق الأكثر تعرضاً لخطر الإجهاد الحراري الرطب
ولسوء الحظ، فإن الأماكن الأكثر تعرضاً للخطر هي أيضاً في كثير من الأحيان الأقل استعداداً، وتشير رامزي: "يعيش مليار شخص في مستوطنات غير رسمية، أي ما نعتبره أحياء فقيرة، وتقع في المقام الأول في البلدان النامية قرب المناطق الاستوائية".
"عندما تنظر إلى خريطة الأماكن التي توجد بها معظم المستوطنات غير الرسمية، في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا، فإنها تتوافق تماماً تقريباً مع المواقع شديدة الخطورة بسبب الإجهاد الحراري الرطب".
المصدر: مجلة One Earth