كيف يؤثر دخل الوالدين على اندماج الأطفال في المجتمع المدرسي؟

منوعات

فرص الأطفال من الأسر الفقيرة أقل لتكوين الصداقات.. ما علاقة دخل الوالدين؟

26 كانون الثاني 2024 11:15

كشفت دراسة جديدة أن الأطفال الذين ينحدرون من عوائل منخفضة الدخل (الأسر الفقيرة) لديهم فرص أقل لتكوين الصداقات والاندماج اجتماعياً في المدرسة، وقد تم الوصول لهذه النتائج بعد أن قام باحثون من جامعة زيوريخ وجامعة ستوكهولم بفحص بيانات من أكثر من 200 صف مدرسي في السويد.

يؤكد الخبراء دائماً أن وجود أصدقاء في المدرسة أمر مهم لتنمية المراهقين ومهاراتهم الاجتماعية في وقت لاحق من الحياة، ويتمتع المراهقون الذين يشعرون بالاندماج الجيد في المدرسة بصحة نفسية أفضل ودرجات أعلى، وهذا الأمر له تأثير غير مباشر على حياتهم المهنية اللاحقة.

دخل الوالدين المنخفض ينعكس بالسلب على اندماج الأطفال

ركزت الدراسة التي أجرتها جامعة زيوريخ على معرفة ما إذا كان دخل الوالدين يؤثر على العلاقات الاجتماعية في المدرسة، وقام الباحثون بتحليل البيانات التي تم الحصول عليها من الدراسات الاستقصائية وقواعد البيانات الإدارية المتعلقة بـ 4787 طفلاً سويدياً تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عاماً في 235 صف مدرسي، كما قاموا بتحليل شبكات الصداقة بين الشبان.

وكشفت النتائج أن المراهقين من الأسر ذات الدخل المنخفض أقل اندماجاً في مجتمعهم المدرسي من أقرانهم من الأسر ذات الدخل المرتفع، بغض النظر عن السياق الاجتماعي والاقتصادي للمدرسة.

تأثير الحالة المادية للأسرة على الصداقات:

قالت المؤلفة الرئيسية إيزابيل راب من قسم علم الاجتماع بجامعة زيورخ: "لقد وجدنا أن التلاميذ من الأسر الفقيرة هم أقل عرضة للحصول على الأصدقاء، وبالتالي لديهم صداقات أقل من أولئك الذين ينتمون إلى الأسر ذات الدخل المرتفع".

والمثير للدهشة أن هذا لا يزال هو الحال في الفصول المدرسية التي تضم عدداً كبيراً من الطلاب من الأسر الفقيرة، حيث تم تصنيف الأسر التي تنتمي إلى أدنى 20% من نطاق الدخل السويدي على أنها فقيرة.

وقالت راب: "لقد فوجئنا أنه حتى ضمن المجموعات ذات الدخل المنخفض، فإن دخل الوالدين مهم، قد يعني هذا أن الوضع الاجتماعي مع المظاهر المتعلقة به مثل الملابس العصرية أو المشاركة في الأنشطة الترفيهية الشعبية أمر مهم عند تكوين الصداقات، وقد يكون أحد تفسيرات (فجوة الصداقة)، هو أن الشباب من الأسر الفقيرة لديهم أموال أقل لممارسة الرياضة أو الهوايات، وبالتالي لديهم فرص أقل لتكوين صداقات خارج المدرسة، والاحتمال الآخر هو أنهم يواجهون ضغوطاً نفسية واجتماعية أكبر بسبب الفقر أو الأوضاع الأسرية الصعبة، مما يؤثر على سلوكهم، وهذا قد يجعلهم أقل جاذبية كأصدقاء".

المصدر: جامعة زيورخ