أظهرت دراسة جديدة أن كتابة نفس الكلمة عدة مرات بخط متصل، قد يعيد ذكريات سيئة للبعض، لكن الكتابة اليدوية (الكتابة بخط اليد) يمكنها أن تعزز الاتصال بين مناطق الدماغ، وخاصة تلك المرتبطة بالتعلم والذاكرة.
فوائد الكتابة اليدوية
طلب الباحثون من المشاركين في الدراسة كتابة بعض الكلمات بخط اليد (الكتابة اليدوية)، وأظهر طلاب الجامعات زيادة في قوة الاتصال في الدماغ، وخاصة في موجات الدماغ المرتبطة بتكوين الذاكرة، مقارنة بكتابة نفس الكلمات باستخدام لوحة المفاتيح (الطباعة)، وذلك وفقاً لما ذكره الباحثون في عدد اليوم 26 كانون الثاني من مجلة Frontiers.
وتضيف هذه النتيجة إلى الأدلة المتزايدة على فوائد الكتابة اليدوية ويمكن أن تعطي الأولوية للقوانين التي تطبق مناهج الكتابة اليدوية وتدريس الحروف المتصلة.
وأظهرت الدراسة الجديدة أن "هناك اختلافاً واضحاً في تنظيم اتصال خلايا الدماغ للكتابة اليدوية مقارنة بالطباعة"، كما كشفت الكثير من الأبحاث السابقة أن الكتابة اليدوية تعمل على تحسين دقة التهجئة والذاكرة والفهم، ويعتقد العلماء أن العملية البطيئة لتتبع الحروف والكلمات تمنح الأفراد مزيداً من الوقت لمعالجة المعلومات والتعلم.
الكتابة اليدوية تعزز الاتصال الوظيفي في الدماغ
وفي الدراسة الجديدة، قام علماء النفس من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا في تروندهايم، بتجنيد طلاب من الجامعة ووضع أقطاب كهربائية على رؤوسهم، ثم طلب الباحثون من الطلاب أن يكتبوا باستخدام لوحة المفاتيح أو باستخدام قلم رقمي الكلمة التي تظهر على شاشة الكمبيوتر، وسجلت أجهزة الاستشعار نشاط الدماغ الكهربائي أثناء قيام المشاركين بكل مهمة.
ثم بحث العلماء عن التماسك، وهو عندما تنشط منطقتان في الدماغ بنفس تردد الموجات الكهربائية في نفس الوقت، ويمكن أن تكشف هذه الظاهرة عن قوة الاتصال الوظيفي بين المناطق المختلفة عبر الدماغ.
وفي الكتابة اليدوية، لاحظ الباحثون نشاطاً متزايداً، وتحديداً في نطاقات التردد المنخفض التي تسمى ألفا وثيتا، ليس فقط في المناطق الحركية المتوقعة بسبب الحركة ولكن أيضاً في المناطق الأخرى المرتبطة بالتعلم.
الكتابة اليدوية تدعم عمليات الذاكرة وتنشط الدماغ
وسبق أن أثبتت الدراسات السابقة أن نطاقات التردد المنخفض هذه تدعم عمليات الذاكرة، وعندما قارن الفريق بين المهمتين، أدركوا أن الكتابة اليدوية، وليس الطباعة، تزيد من الاتصال بين مناطق الدماغ الجدارية، التي تشارك في المعالجة الحسية والحركية، وبين المناطق المركزية، التي يشارك الكثير منها في الذاكرة، وتشير هذه النتائج إلى أن هناك عمليات متميزة لتنشيط الدماغ تحدث أثناء قيام الشخص بالكتابة اليدوية.
المصدر: مجلة Frontiers