الهجوم القاتل على القوات الأمريكية يضع واشنطن أمام خيارات صعبة

أخبار

الولايات المتحدة أمام خيارات صعبة بعد الهجوم الذي أدى إلى مقتل جنود أمريكيين في الأردن

30 كانون الثاني 2024 19:28

تثير الضربة القاتلة على البرج 22 تساؤلات كبيرة في الولايات المتحدة حول مدى ضعف القواعد العسكرية في الشرق الأوسط.

مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم على قاعدة عسكرية في الأردن

في ليلة 27 كانون الثاني، كان أفراد الجيش الأمريكي نائمين في خيمة تستخدم كمكان إقامة مؤقت في قاعدة أمامية تسمى البرج 22، والتي تقع بالقرب من الحدود الأردنية العراقية السورية، عندما انقضت طائرة بدون طيار انتحارية وانفجرت، وأدى الانفجار إلى مقتل ثلاثة جنود من الجيش الأمريكي وإصابة ما لا يقل عن 34 جندي آخر، وتم إجلاء ثمانية منهم إلى الخارج لتلقي العلاج.

ماهي قاعدة البرج 22 العسكرية الأمريكية

تم إنشاء قاعدة البرج 22 في عام 2015، وهو واحد من العديد من المواقع الاستيطانية التي أنشأها البنتاغون في جميع أنحاء الشرق الأوسط بحجة دعم العمليات ضد داعش، وإلى جانب العديد من القواعد القريبة الأخرى، يحتوي البرج 22 على مرافق طيران ويستضيف وحدات لوجستية وأمنية وهندسية تدعم قاعدة رئيسية للقوات الخاصة الأمريكية على بعد 20 كيلو متر فقط في منطقة التنف في سوريا.

وبما أن البرج 22 كان يؤوي 350 جندي وطيّار أمريكي، فقد قُتل أو جُرح ما يقرب من عُشر أفراده بسبب هجوم الطائرة بدون طيار.

استهداف القواعد الأمريكية في سورية والعراق

منذ بداية الحرب بين الكيان الإسرائيلي وحركة حماس في 7 تشرين الأول 2023، كان هناك حوالي 165 هجوماً تم شنها على قواعد أمريكية مختلفة في العراق وسوريا، وبفضل الدفاعات الجوية القوية والحظ، لم يتسبب أي هجوم منها بحالات موت حتى الآن، لكنها تسببت بالفعل في إصابة 170 شخصاً.

لكن هذا الهجوم الأخير كان أول هجوم على القوات الأمريكية منذ 7 تشرين الأول يؤدي إلى نتائج مميتة، على الرغم من فقدان اثنين من قوات البحرية الأمريكية في البحر أثناء عملية ضرب مواقع الحوثيين في اليمن.

وفي ثماني مناسبات منفصلة، شنت الطائرات الحربية الأمريكية ضربات انتقامية أو استباقية ضد مجموعات كانت تقول أنها تشن هجمات عليها، لكن هذه الهجمات لم تتوقف، وبدا أنها مسألة وقت فقط قبل أن يحالف الحظ أحد المهاجمين ويجد نقطة ضعف.

أسباب فشل القوات الأمريكية في إسقاط المسيرة التي استهدفت البرج 22

تشير تقارير جديدة لصحيفة وول ستريت جورنال إلى أن مصدر الفجوة القاتلة في الدفاعات الأمريكية، كان حقيقة أن طائرة الكاميكازي "الانتحارية" بدون طيار التي تحلق على ارتفاع منخفض اقتربت في نفس الوقت الذي كان من المتوقع فيه أن تهبط طائرة أمريكية بدون طيار، وبالتالي لم يتم تشغيل الدفاعات الجوية.

من المعروف أن البرج 22 تتم مراقبته بواسطة رادار AN/TPS-75 PESA من النوع المرحلي الذي تستخدمه عادةً القوات الجوية الأمريكية للتحكم في الطيران والإنذار المبكر، لكن نوعية الدفاعات النارية المرتبطة به غير معروفة، ومن المحتمل أن تشمل العناصر مدافع غارديان C-RAM الآلية الموجهة تلقائياً وصواريخ ستينغر.

تعتبر صواريخ ستينغر ومدافع C-RAM بمثابة دفاعات جيدة ضد الطائرات بدون طيار، حيث يمكن لـ C-RAM إسقاط الصواريخ القادمة أيضاً، ومن المحتمل أيضاً أن تكون بعض أنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار، مثل أجهزة التشويش، موجودة في القاعدة، ولكن مرة أخرى، لم يتم استخدامها بسبب الفشل في اكتشاف التهديد المقترب.

ويؤكد الخبراء أن هذه الهجمات ستجبر الولايات المتحدة على الاختيار بين خيارات غير سارة: إما سحب القوات الأمريكية وبالتالي فقدان نفوذها في المنطقة، أو تعزيز الوجود الأمريكي والانتقام مما قد يشعل حرباً أكبر في الشرق الأوسط، أو محاولة الحفاظ على المسار الحالي في مواجهة الهجمات المستمرة التي ستسبب وقوع المزيد من الضحايا في نهاية المطاف. 

المصدر: موقع Popular Mechanics