غيرة الصداقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تختلف حسب الجنس والعمر

علوم

النساء أكثر غيرة من الرجال في الصداقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي ترتبط بتأثير سلبي على الصحة النفسية

18 شباط 2024 12:03

في أي علاقة صداقة نمر بها، نلاحظ وجود مزيج من العواطف فيها، حيث قد تسبب الغيرة أحياناً برود علاقة الصداقة، ولذلك بحثت دراسة جديدة نشرتها مجلة علم النفس التطوري هذه الظاهرة، وطورت مقياساً جديداً لدراسة الغيرة في الصداقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص.

تفاعلات الصداقة على وسائل التواصل الاجتماعي ليست إيجابية دائماً

وقالت مؤلفة الدراسة الدكتور "تريسي فايلانكورت" الأستاذة ورئيسة أبحاث من المستوى الأول في جامعة أوتاوا: "أعمل مع الكثير من الشابات كأستاذة جامعية ومدربة كرة قدم، وبهذه الصفة، لاحظت أن تفاعلات الصداقة على وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن إيجابية دائماً، لقد أجريت هذه الدراسة لمعرفة ما إذا كان ما كنت ألاحظه منتشراً على نطاق واسع".

تساعد منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيسبوك لمراقبة الصداقات ونشر مجموعة من النشاطات الشخصية للعامة، وهي ممارسات من الممكن أن تؤدي إلى تعميق الغيرة والتأثير على الصحة النفسية، ولذلك قام الباحثون بإنشاء مقياس الغيرة في الصداقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي SMFJS من أجل فهم هذه الظاهرة بشكل أفضل.

مقياس الغيرة في الصداقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي SMFJS

شملت الدراسة الأولى 491 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 24 و 35 عاماً، والذين أكملوا اختبار SMFJS الذي تم تطويره حديثاً، والذي تم تعديله من المقاييس السابقة لغرض تقييم الغيرة في الصداقات، من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي على وجه التحديد، حيث تشير الدرجات الأعلى إلى غيرة أكبر، وأكمل المشاركون أيضاً مقاييس جودة الصداقة والأبعاد الثلاثة للشخصية وهي الانفتاح والقبول والضمير.

وجد الباحثون أن SMFJS كان مرتبطاً بضعف جودة الصداقة بما يتماشى مع نتائج العلاقات الرومانسية، ولم يتنبأ SMFJS بالصفات الشخصية للمشاركين وخاصة صفة الانفتاح، ولكن كان له علاقة سلبية مع القبول والضمير، ولم يلاحظ الباحثون أي فروق بين الجنسين وبين مختلف فئات العمر، مما يشير إلى أن غيرة الصداقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون منتشرة على نطاق واسع عبر الأشخاص.

غيرة الصداقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تختلف حسب الجنس والعمر

هدفت الدراسة الثانية إلى مزيد من التحقق من صحة SMFJS، وفحص روابطها بالغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومواصلة التحقيق في الفروق بين الجنسين والعمر، ووسع التوظيف الفئة العمرية إلى 18-65 سنة، بإجمالي 494 مشاركاً، وأكمل المشاركون فحص SMFJS، ومقاييس استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والغيرة.

وأكد الباحثون وجود اختلافات كبيرة في غيرة الصداقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حسب الجنس والعمر، حيث أبلغت النساء عن غيرة أكثر من الرجال، وأبلغ المشاركون الأصغر سناً عن غيرة أكثر من المشاركين الأكبر سناً، وتشير هذه النتائج إلى وجود اختلافات في ديناميكيات الصداقة والمشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي عبر هذه التركيبة السكانية.

النساء أكثر غيرة من الرجال في الصداقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

أما الدراسة الثالثة، فقد اعتمدت على دراسة ماكماستر للمراهقين، وهو مشروع طولي بدأ في عام 2008 ولا يزال مستمراً، حيث يتابع الأشخاص من سن العاشرة تقريباً، وشملت العينة النهائية 415 مشاركاً، الذين لديهم على الأقل بعض البيانات حول SMFJS وبعض الأعراض الداخلية مثل الاكتئاب والقلق، والذين تتراوح أعمارهم بين 23 و26 عاماً، وأظهرت هذه الدراسة موثوقية SMFJS وثبات قيمتها مع مرور الوقت.

غيرة الصداقة على وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية

وتماماً مثل الدراسة الثانية، أبلغت النساء باستمرار عن غيرة أكثر من الرجال، وارتبطت الغيرة الأعلى من المتوسط بأعراض داخلية ونفسية أعلى من المتوسط أيضاً، ولذلك خلص المؤلفون إلى أن الغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون لها تأثير سلبي على الصحة النفسية، خاصة بين أولئك المعرضين بالفعل للقلق والاكتئاب. 

المصدر: مجلة علم النفس التطوري