بدانة الأمهات تعزز فرص إصابة الأولاد بسرطان الكبد

علوم

بدانة الأمهات تزيد خطر الإصابة بأمراض وسرطان الكبد لدى الأبناء

13 آذار 2024 13:21

تعتبر السمنة مصدر قلق كبير بالنسبة للدوائر الصحية، وخاصة أن نسبة البدانة ستصل إلى 50% من السكان في بعض البلدان المتقدمة بحلول عام 2030، ولا تؤثر السمنة على صحة الأشخاص الذين يعانون منها فحسب، بل يمكن أن يكون لها أيضاً عواقب وخيمة على الأبناء، قام العلماء في جامعة جنيف UNIGE بدراسة تأثير سمنة الأمهات على خطر الإصابة بأمراض الكبد وسرطان الكبد لدى الأبناء، وباستخدام نموذج حيواني، اكتشف الفريق أن هذا الخطر كان بالفعل أعلى بكثير في ذرية الأمهات اللاتي يعانين من السمنة، وكان أحد الأسباب الرئيسية هو انتقال الميكروبات المعوية المضطربة من الأم، مما أدى إلى مرض الكبد المزمن الذي أصبحت آثاره واضحة في مرحلة البلوغ، وهذه النتائج، التي لم يتم التأكد من صحتها عند البشر، هي إشارة تحذير ودعوة للعمل للحد من التأثير الضار للسمنة على الأطفال.

سمنة الأمهات تؤثر على صحة الكبد لدى الأولاد

يعتقد العلماء أن بدانة الأمهات تخل بالتوازن الأيضي لدى الجنين، وتزيد بذلك من خطر الإصابة بسرطان الأطفال وسرطان القولون والمستقيم.

ولكن إلى أي مدى تؤثر السمنة على هذه الحالات؟ يوضح "كريستيان توسو" المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ في كلية الطب بجامعة جنيف ومدير قسم الجهاز الهضمي: "أردنا أن نفهم ما إذا كان أطفال الأمهات اللاتي يعانين من السمنة أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض الكبد، وبأي آليات بيولوجية، وعلى الرغم من أن خطر الإصابة بسرطان الكبد بسبب فيروس الكبد آخذ في التناقص، لكن أمراض الكبد المرتبطة بالسمنة ترتفع باستمرار".

تأثير سمنة الأمهات على صحة الجنين

قام العلماء بدراسة مجموعتين من إناث الفئران: الأولى تم تغذيتها بنظام غذائي غني بالدهون والسكر على غرار الوجبات السريعة والتي سرعان ما أصبحت سمينة.

أما المجموعة الثانية، وهي المجموعة الضابطة، فقد تم إطعامها بشكل طبيعي بنظام غذائي عادي ولم يكن لديهم زيادة في الوزن.

وتم إطعام نسل المجموعتين بنظام غذائي صحي ومناسب، وكان الاختلاف الوحيد إذن هو سمنة الأمهات في المجموعة الأولى.

بدانة الأمهات تعزز فرص إصابة الأولاد بسرطان الكبد

وقال "بيت موكلي" الجراح المبتدئ والباحث في فريق البروفيسور توسو: "في الأسبوع 20، وهو ما يتوافق مع سن البلوغ عند البشر، لم نتمكن من اكتشاف أي اختلافات ملحوظة، ومع ذلك، وفي الأسبوع 40، وهو عمر كبير بالنسبة للفئران، بدأت صحة الكبد في المجموعة الأولى في التدهور، وكانت جميع مؤشرات أمراض الكبد، مثل رواسب الدهون والتليف والالتهاب، أعلى بشكل ملحوظ في نسل الأمهات اللاتي يعانين من السمنة، وهذه هي عوامل الخطر الرئيسية لسرطان الكبد لدى البشر".

وللتأكد مما إذا كانت هذه الفئران أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد، قام الفريق بحقن مجموعتين من هذه الفئران بمنتج سرطاني بعد الفطام مباشرة، ووجدوا أن نسل الأمهات البدينات معرض لخطر الإصابة بالسرطان بنسبة 80%، مقارنة بنسبة 20% للمجموعة الضابطة. 

المصدر: مجلة JHEP Reports