تعتبر آلام الرأس والرقبة ومشاكل النوم من العلامات الشائعة للتوتر الدائم، وتوصلت دراسة جديدة إلى أن الحد من مشاعر التوتر يمكن أن يساعد الأشخاص على التحكم في أوزانهم.
تناولت الأمهات ذوات الوزن الزائد كمية أقل من الوجبات السريعة وعدداً أقل من الوجبات الخفيفة الغنية بالدهون بعد الخضوع لدورة تدريبية تركز على الحد من مشاعر التوتر، وركزت الدورة على الكيفية التي يمكن بها للأمهات المجهدات أن يعشن نمط حياة أكثر صحة على أرض الواقع وليس عن طريق إلقاء المحاضرات عليهن.
أعراض ناتجة عن التوتر
وعلى سبيل المثال، تم تعريف النساء بكيفية التعرف على الأوقات التي يتعرضون فيها للتوتر وكيفية أخذ نفس عميق للتعامل معه، وشاهدت الأمهات مقاطع فيديو ساعدتهن في تحديد الأولويات وإدارة الوقت.
وقالت الدكتور "مي وي تشانغ" المؤلفة الأولى للدراسة: "لقد استخدمنا شهادات النساء في مقاطع الفيديو وأظهرنا تفاعلاتهن مع الأسرة لرفع مستوى الوعي حول الضغوطات التي يتعرضن لها بشكل يومي، وبعد مشاهدة مقاطع الفيديو، قال الكثير من المشاركين في الدورة التدريبية: هذه هي المرة الأولى التي أدرك فيها أنني أشعر بالتوتر الشديد، أي أنهم أدركوا أنهم يعيشون حياة مرهقة".
وأوضحت تشانغ "العديد من هؤلاء النساء يدركن أنهن يشعرن بنفاذ الصبر، ويعانين من آلام في الرأس والرقبة وصعوبة في النوم، لكنهن لا يعلمن أن هذه علامات وأعراض ناتجة عن التوتر".
الحد من التوتر يقلل من استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون
شملت الدراسة 338 أم تعاني من زيادة الوزن ومن ذوي الدخل المنخفض، وجميعهن لديهن أطفال تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وكان العديد منهن يواجهن عدداً من الصعوبات، بما في ذلك سوء الأحوال المعيشية والعلاقات غير المستقرة والمشاكل المالية.
ومن بين العدد الكلي للمشاركات، عُرضت على 212 أم مقاطع فيديو قدمت فيها نساء أخريات مثلهن شهادات حول إعداد الطعام، والأكل الصحي، وممارسة الرياضة، وإدارة التوتر، كما كان لدى المشاركات أيضاً إمكانية الوصول إلى مجموعة الدعم عبر الإنترنت.
وأظهرت النتائج أن الأمهات اللاتي قللن من مشاعر التوتر قللن أيضاً من استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون.
وقالع الدكتور تشانغ: "ليس الأمر أن هؤلاء النساء لا يرغبن في تناول طعام أكثر صحة، ولكن إذا كنت لا تعرف كيفية التحكم في التوتر، فعندما تشعر بالتوتر الشديد، لماذا تهتم بما تأكله؟".
أهمية الحد من مشاعر التوتر
كانت النصائح المقدمة للأمهات عملية للغاية، مثل استخدام مخطط لتعيين الوظائف لأطفالهن ومكافأة الأطفال على سلوكهم الجيد، أما بالنسبة لإدارة التوتر، فقد تم تشجيع الأمهات على عدم إلقاء اللوم على أنفسهن، بل التفكير بدلاً من ذلك في كيفية حل المشكلة.
وقالت الدكتور تشانغ: "لقد تعلمت الكثير من هؤلاء النساء أموراً مفيدة، يجب أن يكون كل شيء عملياً وقابلاً للتطبيق في الحياة اليومية، في أي وقت وفي أي مكان، كما أن الوعي الذاتي بالتوتر أمر مهم، فقد قمنا برفع مستوى وعي النساء حول الضغوطات في حياتهم، وللأسف فإن الكثير من هذه المشاكل ليست تحت سيطرتهم، لذلك قمنا بتعليمهم طرقاً جديدة للتحكم في مشاعرهم السلبية، وفهم أن هذا التوتر هو أمر مؤقت، ويمكنهم تجاوزه، ومنحهم الثقة للتطلع إلى المستقبل".
المصدر: موقع Spring