التأمل الذهني والتفاصيل الخارجية تحسن الذاكرة اليومية

يعاني الأشخاص الذين دخلوا سن الأربعين بشكل عام من صعوبات في تذكر بعض التفاصيل الصغيرة ، مثل المكان الذي وضعوا فيه المفاتيح ربما لا يكون السبب متعلقاً دائماً بضعف وظائف المخ، لكنه قد يتعلق أكثر بالتغير في طريقة تكوين الذكريات وتذكرها . 

التفاصيل الخارجية تعزز الشيخوخة المعرفية الصحية

حيث تظهر الأبحاث الحديثة أن كبار السن يركزون أكثر على ما يهمهم، بدلاً من الاهتمام بالتفاصيل الخارجية، ولذلك يؤكد الباحثون أن التركيز على التفاصيل الخارجية يمكن أن يساعد في تعزيز الشيخوخة المعرفية الصحية .

وقالت الدكتورة ناتاشا راجا، أحد مؤلفي الدراسة: "قد يكون لهذا التغيير في استراتيجية الذاكرة مع تقدم العمر آثار ضارة على الوظائف اليومية التي تركز على الذاكرة للحصول على التفاصيل مثل تذكر المكان الذي ركنت فيه سيارتك أو متى أخذت الدواء في آخر مرة".

اختبار نشاط نشاط الأدمغة

وفي الدراسة، عُرضت على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 76 عاماً سلسلة من الوجوه وكان عليهم أن يتذكروا مكان ظهورهم على الشاشة، بينما يتم فحص نشاط أدمغتهم.

الشباب يهتمون بالتفاصيل الإدراكية

وأظهرت النتائج أن الشباب يهتمون حقاً بالتفاصيل، حيث تعمل قشرتهم البصرية بشكل زائد، وقالت الدكتور راجا: "إنهم يهتمون حقاً بالتفاصيل الإدراكية من أجل اتخاذ أي قرار".

كبار السن يهتمون بجوانب الحياة الشخصية الخاصة

ومن جهة أخرى، أظهر كبار السن نشاطاً أقل في القشرة البصرية، وبدلاً من ذلك، كانت القشرة الجبهية الوسطى لديهم أكثر نشاطاً من القشرة البصرية، وترتبط القشرة الجبهية الوسطى بالاستبطان وجوانب حياة الفرد. 

كان أداء الأشخاص الأصغر سناً أفضل في هذه المهمة، ولكن قد يكون السبب هو ما يختار كبار السن التركيز عليه، وقالت الدكتور راجا: "قد لا يكون هذا ناتجاً عن الضعف في وظائف المخ في حد ذاته، ولكنه يعكس التغيرات في ما يعتبره البالغون "معلومات مهمة" مع تقدمهم في السن".

التأمل الذهني يرتبط بتحسن الشيخوخة المعرفية

وقالت الدكتور راجا أن كبار السن يمكنهم تعلم كيفية تحسين ذاكرتهم من خلال التركيز على التفاصيل الخارجية بدلاً من المعلومات الداخلية، وأضافت: "قد يكون هذا هو السبب وراء اقتراح بعض الأبحاث أن التأمل الذهني يرتبط بتحسن الشيخوخة المعرفية"، كما يجري حالياً اختبار التأثيرات الهرمونية كتفسير آخر، ووفقاً للدكتور راجا فإنه "في منتصف العمر، تمر المرأة بالكثير من التغيرات الهرمونية، لذلك نحن نتساءل عن تأثير هذا الواقع على النساء بعد انقطاع الطمث".