التطعيم .. السر وراء الصحة المثلى والمناعة القوية

هناك العديد من النصائح والحيل والتوصيات للحفاظ على الصحة، من المكملات الغذائية إلى الألوان التي تعزز العافية المثلى.

 بعض هذه النصائح مفيدة وتستند إلى أدلة قوية، بينما البعض الآخر ليس كذلك. ومع ذلك، فإن إحدى أسهل وأكثر الطرق فعالية وأمانًا للبقاء بصحة جيدة نادرًا ما يتم ذكرها: التطعيم.

أهمية التطعيم للصحة

نحن أطباء في الطب الوقائي وعلماء مناعة نهدف إلى مساعدة الناس على العيش بأفضل حياة صحية ممكنة. 

من بين الطرق المدعومة بالأبحاث للعيش بصحة أفضل، نشجع الناس على تناول الطعام بشكل جيد، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على نوم جيد، والاعتناء بالصحة العقلية. وعندما يتعلق الأمر بجهاز المناعة، لا شيء يمكن أن يحل محل الدور الأساسي الذي تلعبه اللقاحات في تعزيز الصحة الشاملة. الحماية التي توفرها اللقاحات هي جزء لا يمكن استبداله من العيش بنمط حياة صحي.

 جهاز المناعة والتطعيم

يعتقد بعض الأشخاص الأصحاء أنهم لا يحتاجون إلى التطعيم. ولكن  جهاز المناعة يحتاج إلى أكثر من مجرد نمط حياة صحي لحماية الجسم عند مواجهة الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم. تخيل خلايا جهاز المناعة كرياضيين يستعدون للأولمبياد. كما يخضع الرياضيون لتدريب مكثف ومتخصص لمواجهة كل تحدٍ محتمل في منافساتهم، تحتاج خلايا المناعة إلى أن تكون مستعدة وجاهزة لمواجهة كل تحدٍ مرضي تصادفه.

 كيف تعمل اللقاحات ؟

تعرّض اللقاحات خلايا جهاز المناعة لإصدارات غير نشطة من الممرض، مما يوفر لها جلسات تدريبية للتعرف على التهديد الحقيقي ومكافحته بسرعة ودقة. تضمن اللقاحات أن تكون خلايا جهاز المناعة في ذروة أدائها عند مواجهة العدوى الفعلية. كما يستطيع الرياضيون المدربون جيدًا مواجهة المنافسة بمهارة وثقة، يمكن لخلايا المناعة الملقحة حماية الجسم بسرعة وفعالية من الأمراض.

التطعيم يؤمن الحماية من الأمراض

إذا كان الشخص غير ملقح وتعرض لمرض لم يواجهه من قبل، تكون خلايا المناعة غير مستعدة ويجب عليها اللحاق بالركب لمكافحة الممرض. هذا يترك الجسم عرضة للإصابة بأمراض خطيرة. حتى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة قد يعانون بشكل غير ضروري من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم لأن أجهزتهم المناعية قد لا تكون مدربة بشكل جيد. 

خذ قصة أوستن بوث، شاب صحي ورياضي يبلغ من العمر 17 عامًا لم يتم تطعيمه ضد الإنفلونزا. بعد أيام قليلة من شعوره بالمرض، توفي بسبب المرض. بالنسبة للأشخاص الأصحاء، يمكن أن يقلل التطعيم من خطر الوفاة بسبب الإنفلونزا بمقدار الثلثين.

اللقاحات كأفضل طريقة لتعزيز الصحة والمناعة

عندما يختار الناس تخطي اللقاحات الموصى بها كجزء أساسي من صحتهم العامة، تزداد فرصة حدوث مضاعفات خطيرة أو وفاة من مرض يمكن الوقاية منه بالتطعيم، بغض النظر عن مدى صحتهم. هؤلاء الأشخاص يلعبون لعبة خطرة قد تغير حياتهم.

فعالية التطعيم ضد بعض الأمراض

في الولايات المتحدة، يتم إدخال مئات الآلاف من البالغين إلى المستشفى ويموت آلاف كل عام من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم مثل الإنفلونزا، والالتهاب الرئوي الناجم عن المكورات الرئوية، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) وكوفيد-19. وعشرات الآلاف من البالغين يصابون بالسرطان كل عام من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم مثل فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).

سلامة وفعالية اللقاحات

العديد من الحيل الصحية العصرية ليس لها أي دليل على تحسين الصحة. بعض هذه الحيل حتى تكون خطيرة. ولكن اللقاحات هي واحدة من أكثر الطرق اختبارًا وثباتًا للبقاء بصحة جيدة. لقد استخدمت اللقاحات لعدة قرون. في الخمسين عامًا الماضية، أنقذت ما يقدر بنحو 154 مليون حياة في جميع أنحاء العالم. تشير النماذج الرياضية إلى أن الشخص البالغ من العمر 25 عامًا الآن لديه فرصة أكبر بنسبة 35% للعيش حتى عيد ميلاده القادم بفضل اللقاحات وحدها.

لا يقتصر الأمر على فعالية اللقاحات، بل هي أيضًا آمنة. نعم، قد تأتي اللقاحات مع آثار جانبية طفيفة ومحدودة - من لم يشعر بالتعب قليلاً أو ألم في ذراعه بعد التطعيم؟ الآثار الجانبية الأكثر شدة نادرة للغاية. إذا كان لديك مخاوف، تحدث إلى طبيبك. 

على عكس المكملات الغذائية، والحيل الصحية العصرية، وحتى العديد من الأدوية التي تُصرف بدون وصفة طبية، هناك أنظمة قوية لاختبار ومراقبة سلامة وفعالية اللقاحات. من بين جميع النصائح المتاحة لتحسين صحتك، هناك توصية واضحة: حتى الأشخاص الأصحاء والنشطين يحتاجون إلى اللقاحات الموصى بها للبقاء بصحة جيدة والعيش بشكل جيد.