تشير الأبحاث الجديدة المنشورة في مجلة Science Advances إلى أن العديد من الأنواع ذوات الدم الحار التي تعيش على الجزر تطورت لتكون بمعدل أيض أبطأ مقارنةً بنظيراتها في اليابسة، فهذه السمة التي تعطيها ميزة بقاء في بيئات شحيحة الموارد، لكنها تجعلها أكثر عرضة للانقراض عند تدخل البشر.
تأثير معدل الأيض البطيء على بقاء الحيوانات الجزرية
أظهرت الدراسة أن الأنواع ذوات الدم الحار التي تعيش على الجزر، بما في ذلك الطيور والثدييات، لديها معدل أيض أبطأ، ففي البيئات التي تفتقر إلى الموارد الأساسية وتهددها الحيوانات المفترسة الكبيرة، يعطي الأيض الأبطأ ميزة للبقاء، إذ يتطلب القليل من الطاقة يومياً، ويتكاثر ببطء، ويميل إلى العيش لفترة أطول. لكن عندما تتغير الظروف، يتحول هذا الأيض البطيء إلى عائق.
التغيرات البيئية وتأثير البشر
منذ أواخر العصر الجليدي وحتى اليوم، تأتي التغيرات الكبيرة على الجزر من البشر، فعند وصولهم إلى الجزر، يقومون بصيد الحيوانات المحلية وتغيير المواطن وإدخال أنواع غازية ضارة مثل الفئران والقطط، فبالنسبة للثدييات والطيور الجزرية، يعمل الأيض البطيء بالتوازي مع ميزات أخرى لمتلازمة الجزيرة، مثل الحجم الكبير والصغير في الثدييات وعدم القدرة على الطيران في بعض الطيور، مما يجعلها أكثر عرضة للانقراض.
الحيوانات الجزرية في خطر: كيف يؤثر معدل الأيض البطيء على بقائها
تأثير متلازمة الجزيرة
تعتبر متلازمة الجزيرة هي الميل للأنواع المحصورة على الجزر لتطوير اختلافات في الفسيولوجيا والبيئة والسلوك مقارنة بنظيراتها في اليابسة، فبينما حددت بعض الدراسات اختلافات الأيض كجزء من متلازمة الجزيرة، كانت هذه الدراسات السابقة تركز على أنواع محددة أو مجموعات صغيرة، ولكن الدراسة الجديدة تجمع لأول مرة بيانات شاملة حول معدلات الأيض للأنواع ذوات الدم الحار وذوات الدم البارد التي تعيش على الجزر.
البحث وتحليل البيانات
قام الباحثون بتحليل بيانات الأيض والمعلومات البيئية لـ 2,118 نوعاً من ذوات الدم الحار، بما في ذلك 193 من الجزر، و695 نوعاً من ذوات الدم البارد، بما في ذلك 38 من الجزر، وباستخدام التحليلات الإحصائية، وجدوا أن الأنواع ذوات الدم الحار التي تعيش على الجزر تميل إلى أن تكون لديها معدل أيض أبطأ، وقارنوا هذه النتائج مع قائمة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) ووجدوا ارتباطاً قوياً بين الأيض البطيء وزيادة خطر الانقراض.
أهمية النتائج لتحليل المخاطر البيئية
تتوافق هذه النتائج مع التوقعات السابقة لتطور الأنواع الجزرية لأساليب حياة أبطأ، مثل العيش لفترة أطول والتكاثر بشكل أبطأ، وعلى الرغم من ذلك يجب التعامل بحذر مع النتائج المتعلقة بزيادة خطر الانقراض بسبب الطبيعة المتقلبة لبيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
تأثير النتائج على فهم الاضطرابات النفسية
تقدم هذه الدراسة نظرة جديدة على كيفية تمثيل الجنس والنوع الاجتماعي في الدماغ وتبرز أهمية فصل الجنس عن النوع الاجتماعي في أبحاث علم الأعصاب لفهم أكثر دقة لكيفية تأثيرهما على وظائف الدماغ على مدى الحياة.
تشير الأبحاث إلى أن الحيوانات التي تعيش على الجزر قد طورت ميزات تجعلها أكثر عرضة للانقراض عند تدخل البشر، ولفهم أفضل لهذه الظاهرة، من الضروري دراسة معدلات الأيض والعوامل البيئية الأخرى بتفصيل أكبر.