كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "التغذية الأمومية والطفلية" عن التأثير الإيجابي للتبرع بحليب الأم على رفاهية النساء النفسية، النساء اللاتي تمكنّ من التبرع بحليبهن أبلغن عن تحسينات في حالتهن النفسية، بينما شعرت النساء غير القادرات على التبرع بمشاعر الرفض والإحباط، مما يبرز الفوائد العاطفية والتحديات المرتبطة بتبرع حليب الأم.
فوائد التبرع بحليب الأم
تعتبر الرضاعة الطبيعية وسيلة حماية لصحة الأم والرضيع، حيث يمكن أن يوفر حليب الإنسان المتبرع به (DHM) فوائد كبيرة للأطفال المبتسرين، خاصة عندما لا يتوفر حليب الأم ،كما يمكن أن يقلل DHM من قلق الوالدين ويدعم الصحة العقلية، مما يوفر الراحة عندما تكون الرضاعة الطبيعية غير ممكنة.
يمكن أن يحسن التبرع بالحليب من رفاهية الأم، خاصة لأولئك اللاتي فقدن أطفالهن ومع ذلك، هناك عدد قليل من الدراسات النوعية التي درست هذه العلاقة وغالبية هذه الدراسات كانت تشمل عينات صغيرة وأُجريت خارج المملكة المتحدة.
التحديات التي تواجه التبرع بحليب الأم
يواجه المتبرعون بحليب الأم تحديات لوجستية وقيود صحية ونقص في الدعم وتشعر الأمهات غير القادرات على التبرع بالإحباط والرفض ،بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تختلف إرشادات التبرع بالحليب في المملكة المتحدة، مما يؤدي إلى عدم التساوي في الوصول إلى هذه الخدمة.
دراسة أسباب وفوائد التبرع بحليب الأم
في الدراسة الحالية، تم السماح لأي امرأة في المملكة المتحدة ترغب في التبرع بحليب الأم بالمشاركة، لم تكن هناك قيود على الوقت منذ محاولة التبرع أو القدرة على التبرع بنجاح.
كان على المشاركات في الدراسة أن يكنّ بعمر 16 عاما أو أكثر و قادرات على إكمال الاستبيان باللغة الإنجليزية، وتقديم الموافقة المستنيرة و شملت الدراسة 1,149 أما بمتوسط عمر 34.5 عامًا، وكانت المشاركات من خلفيات عرقية وإثنية متنوعة، حيث كانت 86.8% منهن بيضاء.
تم جمع البيانات بين مايو 2022 ومارس 2023، في البداية في ويلز ثم في جميع أنحاء المملكة المتحدة. وتمت زيادة عينات ويلز لاستكشاف تحديات التبرع بسبب التغيرات الحديثة في توفر التبرع.
شمل الاستبيان عبر الإنترنت تفاصيل ديموغرافية، وأسباب التبرع، وتفاصيل التبرع، والتأثيرات المتصورة، بما في ذلك التأثيرات على الصحة العقلية وتم تحليل جميع البيانات باستخدام الإحصاءات الوصفية والتحليل متعدد المتغيرات، بينما تم تحليل الردود النوعية باستخدام التحليل الموضوعي.
أسباب التبرع بحليب الأم
حوالي 43% من المشاركات في الدراسة كن أمهات لأول مرة. كانت الأسباب الرئيسية للتبرع بحليب الأم تشمل مساعدة العائلات الأخرى وجود فائض من الحليب وسهولة استخراج الحليب، والتي أبلغ عنها 90.3%، 48.1%، و44.1% من المشاركات في الدراسة، على التوالي وتشمل الأسباب الإضافية وجود حساسية لدى الطفل، حساسية الأم، الفوائد النفسية، الشغف بالرضاعة الطبيعية، والأسباب العملية مثل نقص مساحة الفريزر.
من جميع المشاركات في الدراسة، تمكنت 36.3% من التبرع بالحليب بنجاح، بينما لم تستطع 63.7% ذلك. ومن بين النساء اللاتي لم يستطعن التبرع، لم تستفسر 53.4% عن التبرع، في حين أن 46.6% لم يفعلن ذلك لأنهن أُبلغن بعدم قدرتهن على التبرع.
تاثير التبرع بحليب الأم على الصحة النفسية للمرأة
أظهرت الدراسة أن التبرع بحليب الأم يمكن أن يعزز الشعور بالإنجاز والفخر والسعادة. في المقابل، أبلغت الأمهات غير القادرات على التبرع عن مشاعر سلبية مثل الإحباط والذنب والرفض. توضح هذه النتائج الفوائد العاطفية والعملية لتبرع حليب الأم وتشدد على الحاجة إلى تحسين الدعم والتواصل لتسهيل عملية التبرع.