اكتشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Stroke عن عوامل جينية وجزيئية تلعب دورا حاسما في تحديد المخاطر القلبية الوعائية بعد حدوث السكتة الدماغية ، مما يفتح آفاقا جديدة لتحسين علاج المرضى.
أسباب السكتة الدماغية
تُعد السكتة الدماغية مشكلة صحية عالمية كبرى تتسبب في إعاقات ووفيات كبيرة، وخاصة السكتة الدماغية الإقفارية (AIS) التي تنتج عن انسداد تدفق الدم إلى الدماغ وتشكل حوالي 85% من حالات السكتة الدماغية. تنجم السكتة الدماغية الإقفارية عن انسداد الأوعية الدموية الدماغية، مع وجود عوامل خطر قابلة للتعديل مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وخلل الدهون في الدم، والرجفان الأذيني، والسمنة، والسلوكيات الحياتية.
دراسة العلاقة بين السكتة الدماغية والمخاطر القلبية
اعتمدت الدراسة على بيانات من بنك المملكة المتحدة البيولوجي (UKB)، الذي يشمل أكثر من 500,000 مشارك، وبرنامج المحاربين القدامى (MVP)، الذي يضم أكثر من 850,000 مشارك، حددت السكتة الدماغية باستخدام بيانات المستشفيات للسكتة الإقفارية والنوبة الإقفارية العابرة.
أجريت تحليلات متعددة الأعراق، وتمت مقارنة نتائج GWAS للسكتات الدماغية اللاحقة بالسكتات الحادثة باستخدام طرق الأداء النسخي، استخدام التحليل العشوائي المندلي (MR) لتحديد العلاقات السببية بين وفرة البروتين والسكتة الإقفارية اللاحقة والأحداث القلبية الوعائية الكبرى (MACE).
بعد استبعاد البيانات بناءً على الأصل والارتباط، شملت الدراسة 93,422 فردًا تعرضوا لسكتة دماغية حادثة. تضمنت المجموعة 51,929 حالة من الأحداث القلبية الوعائية الكبرى و45,120 حالة من السكتة الإقفارية اللاحقة. كانت حالات السكتة الدماغية أكثر شيوعا بين الأفراد الأكبر سنا والذكور، والمدخنين، ومن يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو السكري من النوع الثاني.
كشفت GWAS عن عدم وجود ارتباطات كبيرة في التحليل متعدد الأعراق للسكتة الإقفارية اللاحقة أو الأحداث القلبية الوعائية الكبرى، ومع ذلك تم تحديد متغيرين جينيين مهمين في تحليلات الأنساب الخاصة، بما في ذلك rs76472767 بالقرب من جين RNF220 في الأنساب الأفريقية للأحداث القلبية الوعائية الكبرى، وrs13294166 بالقرب من جين LINC01492 للسكتة الإقفارية اللاحقة.
دور العوامل الجينية في السكتة الدماغية
تشير الدراسة إلى أن الجينات CCL27 وTNFRSF14 تلعب دورا محوريا في تقدم السكتة الدماغية. بينما يؤثر TNFRSF14 على بقاء الخلايا المناعية وزعزعة استقرار اللويحات، يحافظ CCL27 على التوازن المناعي. تسلط هذه النتائج الضوء على أهمية العوامل الجينية في فهم تقدم السكتة الدماغية وتحديد أهداف علاجية جديدة لتحسين التوقعات السريرية للمرضى.