العلاقة بين السعي لتحقيق السعادة والرفاهية
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة *Psychological Science*، استعرض الباحثون العلاقة بين مدى تقدير الناس للسعادة وتأثيره على رفاهيتهم الشخصية، ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعطون السعادة قيمة كبيرة غالباً ما يشعرون بمستويات أعلى من الرفاهية، بما في ذلك زيادة الرضا عن الحياة وتجربة مشاعر إيجابية أكثر، لكن الباحثين لاحظوا أن زيادة التركيز على السعي لتحقيق السعادة بمرور الوقت قد لا تؤدي بالضرورة إلى تحسينات إضافية في الرضا عن الحياة.
السعي لتحقيق السعادة
وأفاد الباحثون بأن السعادة أصبحت هدفا رئيسيا للكثيرين، مع تزايد الاهتمام العام بهذا المفهوم على مدار العقود الماضية. ومع ذلك، فإن السعي المستمر لتحقيق السعادة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يمكن أن يشعر الأفراد بخيبة أمل أكبر عندما لا يحققون الحالة العاطفية التي يسعون إليها.
ومن بين النتائج المهمة، أوضحت الدراسة أن التركيز الكبير على السعادة قد يكون له تأثيرات مزدوجة. فمن ناحية، يؤدي إلى زيادة المشاعر الإيجابية مثل الفخر والإثارة، ومن ناحية أخرى قد يزيد من مستويات المشاعر السلبية مثل التوتر والقلق، خاصة عندما لا يصل الأفراد إلى أهدافهم المتعلقة بالسعادة.
الأنشطة الإيجابية التي تعزز السعادة
وقال كوان-جو هوانغ، الباحث الرئيسي في الدراسة ومرشح الدكتوراه في جامعة كيوتو: "التركيز المستمر على السعادة قد لا يكون مفيداً كما نعتقد. بدلاً من ذلك، ينبغي أن نركز على الأنشطة الإيجابية التي تعزز السعادة مثل قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء أو ممارسة الرياضة والتفاعل مع الطبيعة."
هذه الدراسة تسلط الضوء على التحديات التي يمكن أن تواجه الأفراد الذين يسعون باستمرار لتحقيق السعادة. وعلى الرغم من أن التركيز على السعادة يمكن أن يحسن الرفاهية، إلا أن المبالغة في ذلك قد يؤدي إلى عواقب عكسية.