في عالم المحيطات، تُعرف القواعد التطورية عادة بتنافس الذكور واختيار الإناث،ولكن سمك الأنبوب يكسر هذه القواعد التقليدية بأسلوب فريد.
يُطلق على هذه الكائنات اسم سمك الأنبوب بسبب شكلها النحيف والطويل، والذي يشبه الأنابيب، وتعتبر نسخة أكثر نحافة من فرس البحر. في عالم سمك الأنبوب، الذكور هم من يتحملون مسؤولية حمل الأجنة.
اكتشاف علمي جديد يكسر المفاهيم التقليدية
فريق من جامعة كانتربري (UC) توصل إلى اكتشاف علمي جديد يغير الفهم التقليدي لكيفية عمل التزاوج والاختيار الجنسي في العديد من الأنواع.
وقالت نيكول توستو، طالبة الدكتوراه في الجامعة:
"سمك الأنبوب فريد من نوعه لأنه لا يتبع القواعد المعتادة للتطور. في معظم الأنواع، يتنافس الذكور لجذب الإناث، ولكن في سمك الأنبوب، الذكور يحملون الأجنة ويحميونها".
الإناث تفضل الذكور الأصغر حجما
أظهرت الدراسة وجود اختلافات بيولوجية بين ذكور وإناث سمك الأنبوب، وهذه الفروق لها تأثير مباشر على البقاء.
وظيفة الجهاز المناعي للذكور
الذكور يركزون على تعزيز وظائف جهازهم المناعي، هذا أمر حيوي لأنهم يحملون الأجنة داخل جراب خاص، مما يجعلهم أكثر عرضة للعدوى.
تركيز الإناث على إنتاج البيض
الإناث، من جانبهن، يركزن على الجينات التي تدعم إنتاج البيض لضمان نجاح التكاثر.
هذا التقسيم في الأدوار يظهر تطورا فريدا، حيث يتحمل الذكور الدور الأساسي في رعاية الصغار.
وعندما يتعلق الأمر باختيار الشريك، فإن الإناث تخالف التقاليد، بدلاً من اختيار الذكور الأكبر والأقوى، كما هو شائع في العديد من الأنواع، تفضل الإناث الذكور الأصغر حجما. ويرجع ذلك إلى التركيز على اللياقة البدنية للذكور.
الذكور الأصغر حجما قد يحتاجون إلى موارد أقل أو يكونون أكثر مهارة في أداء طقوس التزاوج المعقدة التي تشمل حركات متزامنة في الماء.
تشابه بين الذكور والإناث
أحد الاكتشافات المدهشة هو أن ذكور وإناث سمك الأنبوب في هذه الدراسة كانوا متشابهين في الشكل، وهي ظاهرة تُعرف بـ"التشابه الجنسي" أو Monomorphism، على عكس معظم الحيوانات، حيث يتميز الذكور والإناث بمظاهر مختلفة مثل الحجم أو اللون، كان من الصعب التفرقة بين ذكور وإناث سمك الأنبوب بالنظر فقط.
الجينات وتوزيع الأدوار
بالرغم من التشابه الشكلي، تختلف ذكور وإناث سمك الأنبوب في طريقة استخدامهم للجينات.
ذكور سمك الأنبوب:
يقومون بتنشيط الجينات التي تعزز جهازهم المناعي، وهو دور ضروري لحماية الأجنة.
إناث سمك الأنبوب:
تركز على الجينات التي تدعم إنتاج بيض صحي.
أهمية الدراسة لفهم التطور والحفاظ على الأنواع
فهم كيفية تكيف الأنواع، مثل سمك الأنبوب، مع ضغوط التكاثر والبقاء أمر حيوي لتطوير استراتيجيات حماية فعالة.
وقالت توستو في البيان الصحفي:
"معرفة كيفية تأثير هذه الضغوط على أنظمة التزاوج تساعدنا في فهم أفضل لكيفية بقاء الأنواع وتكيفها مع بيئاتها".
هذه الدراسة تقدم معرفة قيمة حول استراتيجيات البقاء الفريدة لسمك الأنبوب، وهو نوع يتحدى الأنماط التطورية التقليدية.