توصل الباحثون إلى اختبار بسيط وسريع لمسحة الأنف يمكن أن يساعد في تحديد المحركات المناعية المسببة للربو لدى الأطفال، مما يفتح الباب أمام علاجات أكثر دقة وفعالية.
اختبار بسيط لتحديد نوع الربو
يسمى هذا الاختبار الجديد بـ تشخيص النوع الفرعي للربو أو "endotype".
صرح الدكتور خوان سيليدون، كبير باحثي الدراسة ورئيس قسم أمراض الرئة بمستشفى الأطفال في بيتسبرغ، قائلاً:
"الربو مرض معقد ومتغير للغاية مع أنواع فرعية مختلفة، يتم تحفيزها بواسطة خلايا مناعية متباينة وتستجيب للعلاجات بشكل مختلف، لذا فإن التشخيص الدقيق للنوع الفرعي يعد الخطوة الأولى نحو تطوير علاجات أفضل."
نظرة عامة على مرض الربو
وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة، يُعتبر الربو المرض المزمن الأكثر شيوعاً بين الأطفال، حيث يصيب حوالي طفل واحد من كل عشرة.
تقليدياً، يتم تصنيف الربو إلى ثلاثة أنواع فرعية رئيسية بناءً على الخلايا المناعية التي تسبب الالتهاب في الممرات الهوائية:
1. T2-high: ناتج عن خلايا T المساعدة 2.
2. T17-high: ناتج عن خلايا T المساعدة 17.
3. low-low: لا يرتبط بشكل واضح بأي من النوعين السابقين.
التحديات في التشخيص التقليدي
التشخيص الدقيق يتطلب إجراءات جراحية معقدة تتضمن تخدير الطفل وأخذ عينة من أنسجة الرئة لإجراء تحليل جيني.
لكن هذه الطريقة الغازية غير مناسبة للأطفال الذين يعانون من ربو خفيف، مما يدفع الأطباء للاعتماد على اختبارات الدم، وظائف الرئة، أو الحساسية لتقدير النوع الفرعي للربو. ومع ذلك، تبقى هذه الوسائل غير دقيقة بنسبة 100%.
قال سيليدون:
"لا توجد مؤشرات سريرية واضحة يمكنها تحديد الأنواع الفرعية T17-high وlow-low، مما حفزنا لتطوير وسائل تشخيصية أفضل."
تفاصيل الدراسة الجديدة
تم نشر الدراسة في 2 يناير بمجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA).
جمع الباحثون عينات أنفية من حوالي 460 طفلاً، وقاموا بتحليلها للبحث عن وجود ثمانية جينات مرتبطة بالخلايا المناعية T2 وT17.
النتائج:
الاختبار حدد النوع الفرعي للربو بدقة كبيرة.
شملت الدراسة أطفالاً من أصول بورتوريكية وأفريقية أمريكية، الذين يعانون من معدلات أعلى للإصابة بالربو والمضاعفات الناجمة عنه.
أهمية الاختبار الجديد
يمكن لهذا الاختبار أن يساعد الأطفال المصابين بالربو من النوع T2-high في الحصول على أدوية متقدمة تستهدف الخلايا المناعية المسببة للمرض.
وجدت الدراسة أن 29% من الأطفال يعانون من ربو T2-high.
أما بالنسبة للنوعين الفرعيين الآخرين، T17-high وlow-low، فلا توجد علاجات محددة لهما حتى الآن.
قال سيليدون:
"توافر علامات بيولوجية للنوع T2-high ساعد بشكل كبير على تطوير علاجات لهذا النوع، ونأمل أن يسهم الاختبار الجديد في تطوير أدوية لأنواع الربو الأخرى."
آفاق جديدة للأبحاث في الربو
بجانب التشخيص، يمكن للاختبار أن يدعم أبحاثاً أخرى في مجال الربو.
قال سيليدون:
"من الأسئلة الرئيسية في أبحاث الربو: لماذا تسوء حالة بعض الأطفال مع البلوغ بينما تتحسن أو تظل كما هي لدى آخرين؟ قبل البلوغ، يكون الربو أكثر شيوعاً لدى الأولاد، لكن ترتفع معدلاته لدى النساء في مرحلة البلوغ."
وأضاف:
"هل يرتبط هذا التغير بالنوع الفرعي للربو؟ هل يتغير النوع الفرعي مع الوقت أو استجابة للعلاجات؟ لا نملك الإجابات بعد، ولكن الآن، مع توفر طريقة سهلة لقياس النوع الفرعي، يمكننا البدء في معالجة هذه الأسئلة."