كشفت دراسة حديثة عن مرض التهاب القرنية الموضعي في فلوريدا (FSK) باعتباره حالة عينية مستقرة وغير خطيرة في الكلاب والقطط، مع احتمال ارتباطه بالتعرض للنمل الناري الصغير، وشملت الدراسة 100 حالة، مسلطةً الضوء على أعراض لم تكن معروفة سابقا لتهيج العين.
دراسة جديدة تكشف تفاصيل مهمة حول التهاب القرنية الموضعي في فلوريدا
أجرت كلية "كوريت" للطب البيطري بجامعة "القدس العبرية" دراسة حديثة حول التهاب القرنية الموضعي في فلوريدا (FSK)، وهو مرض يصيب كلا من الكلاب والقطط. قاد البحث الدكتور أورن بيير ونُشر في مجلة طب العيون البيطري، حيث تم تحليل 100 حالة تم تشخيصها بين عامي 2021 و2024.
ما هو التهاب القرنية الموضعي في فلوريدا؟
يتميز FSK بظهور بقع بيضاء دائرية على القرنية، وهي الطبقة الشفافة الأمامية من العين، ولا تمتص هذه البقع صبغة الفلوريسئين، وهي أداة تشخيصية تُستخدم لاكتشاف تلف القرنية، وعلى الرغم من أن هذه الآفات تبقى مستقرة عادةً، إلا أنها قد تسبب تهيجا مؤقتا في بعض الحالات.
إحصائيات حول انتشار المرض في الكلاب والقطط
شملت الدراسة 84 كلبا و16 قطة، حيث بلغ متوسط عمر الكلاب المصابة 6.5 سنوات، بينما بلغ متوسط عمر القطط 5.9 سنوات، ولوحظ أن معظم الحالات أثرت على عين واحدة فقط، ولكن أكثر من نصف الحيوانات كانت تعاني من بقع متعددة في العين المصابة.
كيف تؤثر هذه الحالة على الحيوانات؟
حجم البقع: تراوحت البقع بين نقط صغيرة جدا إلى بقع أكبر بلغ قطرها 7.6 ملم في الكلاب و5 ملم في القطط.
موقع البقع: في الكلاب، تركزت البقع عادةً في منتصف العين، بينما كانت في القطط منتشرة بشكل أكثر عشوائية عبر القرنية.
تطور الحالة: فقط 4% من الكلاب و6% من القطط أظهرت تفاقما للحالة مع مرور الوقت.
أعراض التهيج: أظهر 18% من الكلاب و12.5% من القطط علامات تهيج مثل الحك المفرط أو الرمش المتكرر.
هل النمل الناري الصغير هو السبب؟
أحد الاكتشافات المثيرة للاهتمام في الدراسة هو أن 21% من أصحاب الكلاب و38% من أصحاب القطط المصابة أبلغوا عن وجود النمل الناري الصغير (LFA) بالقرب من منازلهم، ورغم أن بعض الدراسات السابقة اقترحت احتمال وجود صلة بين التعرض لهذا النوع من النمل والإصابة بـ FSK، إلا أنه لا يوجد دليل علمي قاطع حتى الآن.
ما أهمية هذه الدراسة؟
قال الدكتور أورن بيير:
"التهاب القرنية الموضعي في فلوريدا هو حالة ينبغي أن يكون المربّون والأطباء البيطريون على دراية بها، ولكن لحسن الحظ، نادرا ما تؤدي إلى مضاعفات خطيرة. في معظم الحالات، تبقى الحالة مستقرة ولا تؤثر بشكل كبير على الرؤية أو الصحة العامة للحيوان."
رغم أن FSK يعتبر مرضا غير خطير، إلا أن هذه الدراسة تلعب دورا مهما في زيادة الوعي بهذه الحالة لضمان التشخيص الصحيح والإدارة السليمة لها، يمكن أن يساعد التعرف المبكر على المرض في تجنب العلاجات غير الضرورية والحد من قلق أصحاب الحيوانات الأليفة، كما تشجع هذه الدراسة على إجراء المزيد من الأبحاث حول العوامل البيئية المحتملة، مثل دور النمل الناري الصغير في تطور هذه الحالة.
توفر هذه الدراسة رؤية جديدة تساعد الأطباء البيطريين على التعرف على FSK وتشخيصه بدقة، مما يضمن توفير أفضل رعاية ممكنة للحيوانات المصابة، ومع ذلك لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم العوامل البيئية المؤثرة، خاصةً علاقة النمل الناري الصغير بتطور هذا المرض.