منذ صباح اليوم الثلاثاء بدأ قادة مجلس التعاون الخليجي بتوافد على المملكة العربية السعودية، في حين من المقرر أن تنطلق بمحافظة العلا شمال غرب المملكة ظهر اليوم الثلاثاء القمة الخليجية الـ 41 قمة "العلا" بحضور قادة مجلس التعاون ومسؤولى بعض الدول العربية.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان له دور فعال في تحقيق معجزة أخرى في الشرق الأوسط بإعلانه أن المملكة العربية السعودية ستعيد فتح مجالها الجوي وحدودها البرية والبحرية مع قطر.
حيث أن هذا الاعلان الذي يأتي عشية قمة مجلس التعاون الخليجي المنوي عقدها اليوم الثلاثاء، والتي ستشهد حل الخلاف السياسي الذي دفع المملكة العربية السعودية وحلفائها، البحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر، إلى فرض مقاطعة دبلوماسية وتجارية وسفر على قطر في يونيو 2017، ثم اتهام قطر بإقامة علاقات اعتبرت قريبة جدا من إيران.
بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن يحضر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قمة دول مجلس التعاون الخليجي بعد أن تلقى دعوة رسمية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لحضور القمة السداسية.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال: "ان القمة الخليجية المقبلة ستكون قمة لتوحيد الصفوف وتوحيد الموقف وتعزيز مسيرة الخير والازدهار، وإننا سنترجم ذلك من خلال القمة".
كما وتجدر الإشارة إلى أن جاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض، قد زار السعودية وقطر في شهر نوفمبر الماضي في محاولة لتأمين اتفاق مصالحة من هذا القبيل.
وصول قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون إلى العلا لحضور القمة الخليجية
وقبل أسبوع واحد من ذلك، ورد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى سرا مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لكن المملكة العربية السعودية نفت عقد الاجتماع، بينما إسرائيل لم تفعل ذلك.
والجدير بالذكر أن لقاء نتنياهو مع محمد بن سلمان تزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. وبحسب ما ورد، فقد رافق يوسي كوهين مدير وكالة التجسس الإسرائيلية الموساد، نتنياهو في زيارته.
كما ولمح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إلى أن التقارب مع قطر كان قريباً جداً عندما ألقى خطابه في منتدى MED 2020 في روما بتاريخ 4 ديسمبر 2020، حيث قال: "لقد أحرزنا تقدماً كبيراً في الأيام القليلة الماضية، بفضل الجهود المستمرة التي تبذلها الكويت، ولكن أيضاً بفضل الدعم القوي من الرئيس ترامب والإدارة الأمريكية لتقريب جميع الأطراف".
كما وذكر وزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان، أن أي اتفاق مصالحة سيسعد المملكة العربية السعودية، كما وتعتقد هي وحليفتها واشنطن أن توحيد الخليج سيشكل، في حال ضم إسرائيل إليها، جبهة موحدة في مواجهة إيران أمام أي خطوة تتعارض مع سياسة "الضغط الأقصى" التي تنتهجها ادارة ترامب ضد إيران.
وصول قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون إلى العلا لحضور القمة الخليجية
بالإضافة إلى ذلك، رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف مبارك الحجرف، بإعادة فتح المجال الجوي والحدود البرية والبحرية بين قطر والمملكة العربية السعودية، قائلاً: "إن الخطوة التي تأتي قبل القمة الخليجية الـ 41 في المملكة العربية السعودية التي ستعقد اليوم الثلاثاء، تعكس الاهتمام الكبير والجهود المخلصة التي تبذل لضمان نجاح القمة التي تعقد في ظل ظروف استثنائية".
وسيحضر كوشنر حفل التوقيع لإنهاء الحصار المفروض على قطر. ووصف أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، القمة المقبلة بـ "التاريخية"، قائلاً: "إننا نقف أمام قمة تاريخية نستعيد من خلالها تماسكنا الخليجي ونضمن أن يكون الأمن والاستقرار والازدهار على رأس أولوياتنا. أمامنا المزيد من العمل ونحن نسير في الاتجاه الصحيح".
والآن، يظهر سؤال مهم على السطح، وهو هل يمكن أن تنذر هذه التطورات بانضمام المزيد من الدول العربية إلى البحرين والإمارات والسودان والمغرب إلى الدول المطبعة والمعترفة بإسرائيل أم لا؟، في ظل مواصلة الرئيس ترامب سحب المزيد من الأرانب من القبعة (تحقيق المعجزات).
شبكة عروتس شيفع