دوران الأرض يتسارع مجددا في سابقة محيرة للعلماء

تسارع دوران الأرض يسجل أياما هي الأقصر في التاريخ تسارع دوران الأرض يسجل أياما هي الأقصر في التاريخ

من المقرر أن يشهد كوكب الأرض تسارعا ملحوظا في دورانه خلال شهري يوليو وأغسطس، على عكس الاتجاه المعروف لتباطؤ الدوران عبر الزمن.

ففي يوم 9 يوليو سيصبح اليوم أقصر بنحو 1.30 ميلي ثانية عن المعتاد، وهو ما يمثل بداية سلسلة من الأيام القصيرة المسجلة، ورغم وجود أسباب موسمية مفهومة لهذا التسارع، فإن الزيادة الأخيرة في سرعة دوران الأرض ما تزال تثير حيرة العلماء، إذ لا تقدم النماذج الجوية أو المحيطية تفسيرا كافيا لها.

دوران الأرض يتسارع مجددا

تاريخيا طرأت تغيرات كبيرة على سرعة دوران الأرض، فعدد الأيام في السنة لم يكن ثابتا بل تراوح بين 490 و372 يوما وفقا لحسابات علمية تعود لملايين السنين، ويؤثر عدد من العوامل على سرعة الدوران، من بينها التغيرات في مستوى البحار، والحركات داخل نواة الأرض، والأهم من ذلك ابتعاد القمر تدريجيا عن الأرض، مما يؤدي إلى تباطؤ في الدوران بنحو 1.8 ميلي ثانية كل قرن.

ومع الاعتماد على الساعات الذرية الحديثة، يتم تتبع طول اليوم بدقة متناهية، وتضاف "الثواني الكبيسة" أحيانا لضبط الوقت العالمي، إلا أنه منذ عام 2020 انعكست المعادلة بشكل غير متوقع، حيث بدأت الأرض في التسارع مجددا، فقد تم تسجيل 28 من أقصر أيام الأرض منذ عام 1960 خلال عام واحد فقط، واستمر هذا الاتجاه بعد ذلك.

الأيام الأقصر تعود مجددا والأسباب غير واضحة

وتشير البيانات من مرصد البحرية الأمريكية وخدمة أنظمة دوران الأرض الدولية إلى أن يوم 22 يوليو سيكون أقصر بـ1.38 ميلي ثانية، ويوم 5 أغسطس أقصر بـ1.5 ميلي ثانية، والغريب أن هذه الظاهرة لا تتوافق مع التوقعات السابقة، فمنذ 1972 تمت إضافة 27 ثانية كبيسة بسبب التباطؤ، لكن منذ 2016 لم تتم إضافة أي ثانية، ويؤكد الخبراء أن هذا لم يكن متوقعا على الإطلاق.

كما أكد الفيزيائي يهودا ليفين من المعهد الوطني الأمريكي للمعايير والتقنية أن تسارع الأرض لم يكن في الحسبان، أما الخبير الروسي ليونيد زوتوف من جامعة موسكو فيقول إن "معظم العلماء يعتقدون أن السبب داخلي"، مشيرا إلى أن النماذج الحالية فشلت في تفسير هذا التسارع الكبير.

الزلازل الكبرى تعيد تشكيل الكوكب وتؤثر على سرعة دورانه

من بين العوامل التي تؤثر على دوران الأرض أيضا، الزلازل الكبرى التي تعيد توزيع كتلة الكوكب، ففي عام 2011 تسبب زلزال بلغت قوته 9 درجات قبالة سواحل اليابان في تحريك محور الأرض بنحو 17 سنتيمترا، وتقليص اليوم بمقدار 1.8 ميكروثانية، كما تسبب زلزال إندونيسيا عام 2004 في تقصير اليوم بنحو 2.68 ميكروثانية.

ويوضح الدكتور ريتشارد غروس من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا أن الزلازل تشبه دوران المتزلجة التي تضم ذراعيها لتدور أسرع، إذ تنقل الكتلة باتجاه محور الدوران، ويواصل العلماء مراقبة تطورات دوران الأرض بدقة لتحديد ما إذا كنا أمام رقم قياسي جديد لأقصر الأيام المسجلة.