استهداف الخلايا النجمية يعزز فعالية العلاج المناعي لسرطان الدماغ الدبقي

اكتشاف ثوري.. الخلايا النجمية قد تكون المفتاح لعلاج أخطر أورام الدماغ اكتشاف ثوري.. الخلايا النجمية قد تكون المفتاح لعلاج أخطر أورام الدماغ

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من "ماس جنرال بريغهام" عن دور حاسم للخلايا النجمية (وهي خلايا داعمة متواجدة بكثرة في الدماغ) في تنظيم الاستجابة المناعية ضد الورم الأرومي الدبقي (GBM)، أحد أكثر أنواع أورام الدماغ عدوانية، ونشرت النتائج في مجلة "نيتشر" حيث أظهرت أن بعض الخلايا النجمية تقمع المناعة، مما يفتح الباب أمام علاجات جديدة تستهدف هذه الآلية.

لماذا يصعب علاج الورم الأرومي الدبقي

على الرغم من التقدم الكبير في علاج العديد من أنواع السرطان باستخدام العلاج المناعي، إلا أن الورم الأرومي الدبقي ظل لسنوات عصيا على العلاج بسبب قدرته على قمع الاستجابة المناعية في بيئة الورم، وتشير الدراسة الجديدة إلى أن الخلايا النجمية تلعب دورا رئيسيا في هذه العملية، حيث تعمل كحليف للخلايا السرطانية في التهرب من هجمات الجهاز المناعي.

ومن أجل الدراسة استخدم الفريق البحثي مجموعة من التقنيات المتطورة بما في ذلك تحليل تسلسل الجينات عالي الدقة لعينات سريرية ونماذج حيوانية، وتقنيات الفحص المجهري المتعدد لتتبع التفاعلات بين الخلايا، كما قاموا بتعديل جيني في الفئران لإزالة تأثير الخلايا النجمية المثبطة للمناعة، وإنشاء فيروسات علاجية مهندسة لإنتاج أجسام مضادة تمنع الآلية المثبطة للمناعة.

النتائج المذهلة والأفق المستقبلية للعلاج

1. اكتشاف مجموعة من الخلايا النجمية القاتلة للخلايا التائية.

حيث وجد الباحثون أن بعض الخلايا النجمية تفرز جزيئات تقتل الخلايا التائية، وهي خلايا دم بيضاء ضرورية لمكافحة السرطان، وعند تعطيل هذه الخلايا النجمية زاد نشاط الخلايا التائية، مما أدى إلى إبطاء نمو الورم وإطالة عمر الفئران المصابة.

2. دور جزيء IL-11 في تعزيز مقاومة الورم.

حيث اكتشف الفريق أن خلايا الورم تفرز جزيئا التهابيا يسمى إنترلوكين-11 (IL-11)، والذي ينشط الخلايا النجمية المثبطة للمناعة مما يؤدي إلى تسريع نمو السرطان وتقليل فرص البقاء على قيد الحياة.

3. تصميم علاج جديد باستخدام فيروس مهندس.

قام الباحثون بتطوير فيروسا علاجيا معدلا لإنتاج أجسام مضادة تمنع تأثير IL-11، مما يعيد تنشيط الجهاز المناعي ضد الورم.

إن الفريق البحثي يعتزم دراسة تأثير IL-11 على أنواع أخرى من الخلايا في بيئة الورم، بالإضافة إلى استكشاف آثاره على سرطانات الدماغ النقيلية وقد تمهد هذه النتائج الطريق لعلاجات مناعية جديدة تعتمد على استهداف الخلايا النجمية لتعزيز فعالية العلاج.

يعتبر هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو تطوير علاجات أكثر فعالية لسرطان الدماغ القتامي، الذي ظل لسنوات أحد أكثر التحديات الطبية صعوبة، ومع استمرار الأبحاث قد يصبح استهداف الخلايا النجمية استراتيجية واعدة لإنقاذ حياة الآلاف.