تتحول مقاطعتا ديفون وكورنوال في المملكة المتحدة إلى مركزا عالميا للبحث عن حلول بحرية لمكافحة التغير المناخي، فبفضل جهود مئات العلماء المحليين وجامعاتهم وأبحاثهم التي تعمل على إعادة تأهيل مروج الأعشاب البحرية وأسرة المحار، ودراسة الطحالب كمصدر غذائي مستدام، وحتى استكشاف إمكانية استخدام الفطريات البحرية لمقاومة الأمراض.
علم البحار إرث عالمي
وقد أكد البروفيسور مارتن أتريل من جامعة بليموث على أن العلماء يعملون جاهدين لفهم المحيطات وحمايتها فعندما تنظر إلى ما تمتلكه ديفون وكورنوال من إمكانيات بحثية، ستجد أننا في الصدارة العالمية للعلوم البحرية، فنحن ننافس كاليفورنيا أو أستراليا أو أوروبا في حجم المعرفة التي ينتجها هذا الإقليم الواحد.
وتركز أبحاث أتريل في البيئة البحرية على إحياء مروج الأعشاب البحرية في خليج جينيكليف وحول جزيرة دريكس، بالإضافة إلى مناطق أخرى قرب حوض ديفون لبناء السفن.
ومن جهتها ذكرت جامعة إكستر أن الدكتورة روث ثورستان
تشارك في تعاون دولي لاستكشاف أسرة المحار المفقودة منذ العصر الفيكتوري، وأوضحت ثورستان: "يخبرنا المحار كيف كانت بحارنا في الماضي، فلقد شكلت هذه الكائنات شعابا واسعة ودراستها تكشف التغيرات التي أحدثتها الأنشطة البشرية في النظم البيئية البحرية." كما تسهم هذه الأبحاث في تحديد مواقع مثالية لإعادة تأهيل المحار عالميا.
بلح البحر فوائد بيئية وموائل طبيعية للكائنات البحربة
وبدعم من الدكتورة إيما شيهان من جامعة بليموث أقيمت أول مزرعة واسعة النطاق لبلح البحر في المملكة المتحدة على بعد 3 كيلومترات من سواحل سيدماوث بديفون، وأكدت شيهان: "إن طريقة زراعة بلح البحر وحصده مستدامة للغاية كما أنها توفر فوائد بيئية إضافية مثل تنقية مياه المحيطات."
وتثبت البيانات منذ عام 2013 أن هذه المزارع قادرة على إحياء قيعان البحار وتوفير موائل طبيعية للكائنات مثل جراد البحر والقروش الصغيرة والسلاطيع.
الطحالب والفطريات تشكل الأمل الجديد
ولا تقتصر الأبحاث على الكائنات البحرية التقليدية، بل تمتد إلى الابتكارات التكنولوجية مثل استخدام الطحالب كمصدر غذائي مستدام، حيث أكد الدكتور مايك ألين من جامعة إكستر صاحب شركة "سي جين" قائلا: "لا وقت لدينا للتأخير يجب أن نحدث فرقا لعكس التغير المناخي، كل الحلول العالمية تبدأ محليا."
وفي جمعية الأحياء البحرية ببليموث، يدرس مايكل كونليف إمكانية استخدام الفطريات المجهرية في البحار لتطبيقات طبية على اليابسة، مثل مكافحة الفيروسات والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وأضاف: "إن دور المحيطات في امتصاص الكربون الحيوي يؤثر على الكوكب بأكمله، وللفطريات دور حاسم في هذه العملية."
ويشارك الدكتور إد غاسون من جامعة إكستر في فريق دولي يدرس الصفائح الجليدية في أنتاركتيكا موضحا: "المذهل أن شاطئا في شمال كورنوال يمكن أن يكشف لنا أسرار الماضي والمستقبل الجليدي للقارة القطبية الجنوبية"