كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من "ماس جينرال بريجام" أن اتباع خيارات نمط حياة صحي يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض الدماغ المرتبطة بقصر التيلوميرات، وهي أجزاء صغيرة تقع عند نهايات الكروموسومات وتلعب دورا حيويا في حماية الحمض النووي.
كيف يؤثر نمط الحياة الصحي على صحة الدماغ؟
حيث قام الباحثون بتحليل بيانات 356,173 مشاركا من "UK Biobank"، مستخدمين "مقياس رعاية الدماغ McCance" الذي يقيس عوامل مثل ضغط الدم ومستويات السكر والكوليسترول، بالإضافة إلى السلوكيات اليومية والعوامل الاجتماعية والعاطفية.
ونشرت النتائج في مجلة "نيورولوجي" التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، حيث أظهرت أن تحسين العادات اليومية مثل النوم والتمارين الرياضية وتقليل استهلاك الكحول يمكن أن يعكس تأثير التيلوميرات القصيرة على صحة الدماغ.
فمع التقدم في العمر أو التعرض لعوامل بيئية ضارة مثل التلوث والضغط النفسي، تقصر التيلوميرات بشكل طبيعي مما يزيد من خطر تلف الحمض النووي ويرفع احتمالات الإصابة بأمراض مثل السكتة الدماغية والخرف والاكتئاب في مراحل متأخرة من العمر.
التغيير في نمط الحياة يبطئ الشيخوخة
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لديهم تيلوميرات أقصر ولكنهم حصلوا على درجات عالية في مقياس العادات الصحية لم يظهروا زيادة كبيرة في خطر الإصابة بأمراض الدماغ، وهذا يشير إلى أن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يخفف من الآثار السلبية لقصر التيلوميرات.
ومع ذلك كانت للدراسة بعض القيود، مثل قياس طول التيلوميرات مرة واحدة فقط واقتصار المشاركين على أصول أوروبية مما قد يحد من تعميم النتائج.
ويقول الدكتور "تامارا كيمبال" المؤلف الرئيسي للدراسة: "حتى لو كنت تعاني من علامات الشيخوخة البيولوجية، فإن تحسين نمط حياتك يمكن أن يقلل المخاطر، ولم يفت الأوان بعد لبدء العناية بصحة دماغك."
وتهدف الأبحاث المستقبلية إلى استكشاف ما إذا كانت التغييرات في نمط الحياة يمكن أن تبطئ فعليا تأثير الشيخوخة على الدماغ.