أعلنت روسيا رسميا عن استلامها دفعة جديدة من المقاتلات المتطورة Su-35S يوم 25 يونيو 2025، في خطوة تعزز قدراتها الجوية رغم العقوبات الغربية المشددة، تعد هذه المقاتلات من الجيل "4++" وتتمتع بتقنيات متقدمة في الرادار والتحكم، مع قدرة استثنائية على المناورة والاشتباك بعيد المدى، إن التسليم الجديد يأتي في وقت حرج حيث تواجه الصناعة العسكرية الروسية ضغوطا غير مسبوقة بسبب الحظر الغربي على تصدير التقنيات العسكرية المتطورة.
المقاتة Su-35S تعزز التفوق الجوي الروسي
إن مقاتلة Su-35S التي يطلق عليها الناتو اسم "Flanker-E+" تمثل قفزة نوعية في تطور المقاتلات الروسية، حيث تجمع بين تقنيات الجيل الخامس وإطار عمل الجيل الرابع، فالطائرة مزودة برادار "إيربيز-إي" السلبي الذي يمكنه تتبع 30 هدفا في وقت واحد، ومحركات "117S" ذات الدفع المتجه التي تمنحها قدرات مذهلة في المناورة الجوية، بالإضافة إلى تصميمها الفريد الذي يتضمن إلغاء الجنيحات الأمامية واستبدالها بنظام تحكم رقمي متطور، مع قدرة على حمل 12 صاروخا من مختلف الأنواع.
ورغم تفوقها التقني تبقى الطائرة عرضة للأنظمة الدفاعية الغربية المتطورة مثل "باتريوت" و"NASAMS" بسبب عدم اعتمادها على تقنيات التخفي الكامل، وقد أثبتت هذه المقاتلة كفاءتها القتالية في سوريا، كما تلعب الآن دورا محوريا في الصراع الأوكراني، حيث تستخدم للسيطرة الجوية وحماية الطائرات الهجومية.
كيف تغير Su-35S قواعد اللعبة الجوية خلف خطوط العدو
وفي المسرح الأوكراني تبرز Su-35S كأحد أهم أصول القوات الجوية الروسية، حيث تستخدم لتنفيذ مهام متعددة بدءا من السيطرة الجوية وحتى ضرب الأهداف الأرضية، فالطائرة تعتمد على صواريخ R-37M بعيدة المدى (تبلغ 400 كم) لاستهداف الطائرات المعادية من مسافة آمنة، ومع ذلك فإن انتشار أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية الحديثة أجبر القوات الروسية على توخي الحذر في استخدامها.
وعلى الصعيد الدولي تواجه صادرات هذه المقاتلة تحديات كبيرة بسبب العقوبات، رغم نجاحها السابق في الأسواق الصينية والمصرية.
ومحليا يواصل مصنع "كومسومولسك-نا-أمور" إنتاج هذه المقاتلات ضمن "برنامج التسلح الحكومي"، بتكلفة تقدر بـ40-45 مليون دولار للطائرة الواحدة، فروسيا تخطط لزيادة إنتاجيتها بنسبة 30% بحلول 2030 عبر تحديث خطوط الإنتاج، وتأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية موسكو للحفاظ على تفوقها الجوي رغم العزلة التكنولوجية، حيث تبقى Su-35S رمزا للقدرة الصناعية الروسية على التكيف مع التحديات