أعلنت القوات الجوية الأسترالية نجاح الاختبارات التشغيلية لطائرة "الخفاش الشبح" (MQ-28A) بدون طيار في قاعدة تيندال الجوية، وذلك خلال مناورات "تمرين كارلسباد"، حيث أثبتت الطائرة قدرتها على الانتشار السريع والتكامل مع الأنظمة القتالية، فقد تم نقلها جوا من معرض الجو الدولي إلى موقع الاختبار في وقت قياسي، وأجريت أول رحلة تجريبية بعد أسبوع واحد فقط من النقل، مما يؤكد جاهزيتها للتشغيل في بيئات متنوعة، وركزت الاختبارات على تقييم أداء أنظمة الطائرة في ظروف تشبه ساحات القتال الحقيقية.
قدرات متطورة للتعاون مع الطائرات المأهولة
كما كشفت الاختبارات عن قدرات متقدمة للطائرة التي تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث نجحت في تنفيذ مهام معقدة تشمل الاستطلاع والحرب الإلكترونية وجمع المعلومات الاستخباراتية، فالطائرة صممت للتعاون مع المقاتلات المأهولة مثل F-35A وF/A-18F، حيث يمكنها اتخاذ قرارات تكتيكية شبه مستقلة لتقليل المخاطر على الطيارين البشريين، وتتميز الطائرة بمدى عملياتي يتجاوز 3700 كم، وهيكلا مخفض البصمة الرادارية، وقدرة على حمل حمولات متنوعة حسب طبيعة المهمة.
فالتصميم المعياري يسمح بإعادة تكوين سريع لأنظمة الطائرة بين المهام المختلفة، وقد أكد القادة العسكريون أن هذه النتائج تمهد الطريق لدمج الطائرة بشكل كامل في الأسطول الجوي الأسترالي، حيث ستلعب دورا محوريا في تعزيز القدرات القتالية.
الذكاء الاصطناعي يقود مستقبل المعارك الجويةالذكاء الاصطناعي يقود مستقبل المعارك الجوية
وتمثل الطائرة MQ-28A "الخفاش الشبح" إنجازا وطنيا لأستراليا كأول طائرة قتالية تصمم محليا منذ خمسة عقود، فالمشروع هو ثمرة تعاون بين بوينغ ديفينس أستراليا والقوات الجوية الملكية الأسترالية، ويستند إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والمحاكاة الرقمية، فالطائرة بطول 11.7 متر وجناحين بطول 7.3 متر، وتتميز بقدرتها على العمل في نطاقات بعيدة تصل إلى 3700 كم بدون إعادة تزويد بالوقود، مع نظام الدفع يعتمد على محرك نفاث واحد، بينما يضمن التصميم الهوائي المتطور خصائص تختفي عن الرادارات. كالحمولة الداخلية القابلة للتعديل التي تتيح تنفيذ مهام متنوعة تتراوح بين المراقبة والهجوم.
كما أن الجانب الأكثر ثورية هو نظام التحكم الذكي الذي يمكن الطائرة من تحليل البيئة التكتيكية واتخاذ قرارات شبه مستقلة بالتعاون مع الطيارين البشريين، يالإضافة إلى التكلفة التنافسية للطائرة مقارنة بالمقاتلات التقليدية مما يجعلها حلا مثاليا لتعزيز القوة الجوية بأقل التكاليف.
فالخبراء يتوقعون أن تشكل هذه الطائرة نواة لأسطول مسير متكامل، حيث تخطط أستراليا لإنتاج 100 وحدة بحلول 2030، فالنجاح في اختبارات "تمرين كارلسباد" يؤكد أن أستراليا أصبحت لاعبا رئيسيا في مجال الطائرات المسيرة القتالية، مع إمكانية تصدير التكنولوجيا للحلفاء، والتطورات المستقبلية تركز على تحسين أنظمة الذكاء الاصطناعي وزيادة القدرة على العمل في بيئات إلكترونية معقدة.