بدأ حرس ألاباما الجوي الأمريكي خطوات عملية لاستبدال طائرات A-10 Thunderbolt II القديمة بمقاتلات F-35A Lightning II المتطورة، وجرت مؤخرا اختبارات تكامل في قاعدة "مودي" الجوية بجورجيا لتقييم مدى توافق البنية التحتية مع المقاتلات الجديدة، وركزت الاختبارات بشكل خاص على قياس مستويات ضوضاء المحركات وتأثيرها على أنظمة التحكم الجوي، حيث تعد هذه الخطوة حاسمة في التحول إلى منصات الجيل الخامس.
الفرق التقني بين مقاتلات F-35A وطائرات A-10
وتمثل مقاتلات F-35A قفزة تكنولوجية كبيرة مقارنة بطائرات A-10 التي دخلت الخدمة منذ السبعينيات، فبينما تشتهر A-10 بقدراتها الفائقة في الدعم الجوي القريب، توفر F-35A ميزات التخفي، وأجهزة استشعار متطورة، واتصالا فائقا مع الأنظمة الأخرى، والاختبارات الجارية تهدف إلى ضمان عدم تأثير الضوضاء الصادرة عن المحركات القوية على كفاءة مراقبي الحركة الجوية، خاصة أثناء المناورات المنخفضة وعند استخدام الدفع المعزز.
ويأتي هذا التحول في إطار استراتيجية القوات الجوية الأمريكية لتحديث أسطولها، حيث تواجه A-10 صعوبات متزايدة في اختراق الدفاعات الجوية الحديثة، ورغم الأداء الأسطوري لـ A-10 في حروب مثل عاصفة الصحراء وأفغانستان، إلا أن F-35A تقدم قدرات أكثر ملاءمة للتهديدات المعاصرة في المحيطين الهندي-الهادئ والأوروبي.
المتطلبات التقنية واللوجستية للتحويل بين مقاتلات F-35A وطائرات A-10المتطلبات التقنية واللوجستية للتحويل بين مقاتلات F-35A وطائرات A-10
تشمل عملية الانتقال تحديات تقنية لوجستية كبيرة، حيث صممت قاعدة "مودي" الجوية في الأصل لاستيعاب طائرات A-10 ذات الخصائص المختلفة، وتتضمن الاختبارات الحالية تقييم فعالية عزل الصوت الحالي، ومرونة أنظمة الاتصالات، وقدرة الطاقم على التكيف مع الظروف الجديدة، وقد أكد القادة العسكريون أن البيانات المستخلصة ستسهم في تحديد التحديثات المطلوبة للبنية التحتية قبل نشر المقاتلات الجديدة بشكل كامل.
وتجدر الإشارة إلى أن طائرة A-10، التي تحمل لقب "الخنزير البري"، ستظل في الخدمة لعدة سنوات قادمة رغم بدء عملية الاستبدال، فقد صممت هذه الطائرة خصيصا لمهمة الدعم الجوي القريب، وتمتاز بمدفعها الضخم عيار 30 ملم ودرعها الواقي السميك، ومع ذلك فإن عصر الطائرات المتخصصة في مهمة واحدة يتراجع لصالح منصات متعددة المهام مثل F-35A التي يمكنها تنفيذ مهام الدعم الجوي والهجوم الأرضي والتفوق الجوي في آن واحد.
ويعد هذا التحول جزءا من خطة أشمل لتحديث القوات الجوية الأمريكية، حيث من المتوقع أن تحل F-35A محل عدة أنواع من الطائرات القديمة، كما تعكس هذه الخطوة تغير طبيعة التهديدات العسكرية، التي تتطلب الآن قدرات متقدمة في الحرب الإلكترونية والتخفي وتبادل البيانات أكثر من الاعتماد على القوة النارية وحدها.