كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة New England Journal of Medicine عن نتائج واعدة لعلاج تجريبي يعتمد على الخلايا الجذعية، يدعى "زيميسلسل"، لمرضى السكري من النوع الأول، وأظهرت النتائج أن 83% من المشاركين الذين تلقوا الجرعة الكاملة من العلاج توقفوا عن استخدام الأنسولين تماما بعد عام واحد، ويعتبر هذا تقدما كبيرا في مجال علاج هذا المرض المزمن، الذي يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين.
الدراسة شملت 14 مريضا جميعهم كانوا يعانون من نقص تام في إنتاج الأنسولين عند بدء التجربة، حيث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: مجموعة تلقت جرعة مخفضة والأخرى جرعة كاملة، وبعد مرور عام حقق 10 من أصل 12 مريضا في مجموعة الجرعة الكاملة استقلالية عن الأنسولين، مع تحسن ملحوظ في مستويات السكر في الدم وتجنب نوبات نقص السكر الشديدة.
نتائج مبشرة ولكن آثاره الجانبية الخطيرة تظل عقبة في طريق العلاج
على الرغم من النتائج الإيجابية إلا أن العلاج لا يخلو من المخاطر، فقد عانى ثلاثة مشاركين من انخفاض حاد في خلايا الدم البيضاء، كما تم تسجيل حالتين وفاة خلال الدراسة، إحداهما بسبب التهاب السحايا الفطري.
ويؤكد الباحثون أن هذه النتائج الأولية مشجعة، لكنها تحتاج إلى تأكيد عبر دراسات أوسع نطاقا ومتابعة أطول، ويوضح الدكتور "توماس ريتشمان" الباحث الرئيسي في الدراسة، أن هذا العلاج يمثل قفزة كبيرة نحو علاج فعلي للسكري من النوع الأول، لكنه يحذر من الحماس الزائد بسبب صغر حجم العينة وقصر فترة المتابعة، ومن جهته أعرب أطباء الغدد الصماء عن تفاؤل حذر، مشيرين إلى أن نجاح العلاج على نطاق أوسع قد يغير حياة الملايين حول العالم.
هل يقترب العالم من نهاية عصر الأنسولين؟
ويعد السكري من النوع الأول تحديا طبيا كبيرا، حيث يعتمد المرضى على حقن الأنسولين اليومية مدى الحياة، ويظهر علاج "زيميسلسل" إمكانية استعادة وظيفة خلايا البنكرياس التالفة، مما يقلل أو حتى يلغي الحاجة إلى الأنسولين، ومع ذلك فإن التحديات القائمة، مثل التكلفة العالية والمخاطر الجانبية، تفرض الحاجة إلى مزيد من التطوير.
ويخطط الباحثون الآن لبدء تجارب سريرية أكبر تشمل المئات من المرضى، مع متابعة طويلة الأمد لتقييم فعالية العلاج على المدى البعيد، فإذا نجحت هذه الخطوة فقد يصبح "زيميسلسل" أول علاج يعيد الأمل في الشفاء التام لمرضى السكري من النوع الأول، مما يغير وجه الطب الحديث.