الحوت القزم يكشف عن سلاحه السري سائل أحمر غامض للهروب من المفترسات

مفاجأة في أعماق المحيط.. حوت صغير يدافع عن نفسه بطريقة مذهلة مفاجأة في أعماق المحيط.. حوت صغير يدافع عن نفسه بطريقة مذهلة

الحوت القزم (Kogia sima) هو أحد أصغر أنواع الحيتان في العالم، حيث لا يتجاوز طوله 2.7 متر، مما يجعله أصغر حتى من بعض الدلافين، ويعيش هذا الحوت في المياه الاستوائية والمعتدلة، ويتغذى على الأخطبوطات والحبار والقشريات والأسماك، ويتميز بسلوك خجول فنادرا ما يقترب من القوارب، مما يجعل دراسته صعبة، ويشبه الحوت القزم الحوت القزمي (Kogia breviceps) لدرجة أنه كان يعتقد سابقا أنهما نفس النوع حتى عام 1966.

الحوت القزم وآلية دفاعة الفريدة

يمتلك الحوت القزم آلية دفاع فريدة تشبه تلك التي تستخدمها الحبارات، فعند الشعور بالتهديد يطلق هذا الحوت سائلا أحمر داكنا من أمعائه، مما يحول المياه إلى لون غامق يساعده على الهرب من المفترسات. ويمكنه إطلاق أكثر من 11 لترا من هذا السائل، مما يخلق سحابة تعيق رؤية المهاجمين،وتشمل أعداءه الطبيعيين أسماك القرش الكبيرة والحيتان القاتلة، لكنه يواجه أيضا تهديدات بشرية مثل الاصطدام بالسفن والتلوث البحري.

وعلى عكس الحيتان الأخرى، لا يستخدم الحوت القزم السرعة للهروب، بل يتحرك ببطء وينزل بهدوء إلى الأعماق عند الشعور بالأمان، ومع ذلك إذا فوجئ بخطر مفاجئ، يغوص فجأة ويطلق سائله الدفاعي، فلا يعرف الكثير عن سلوكه الاجتماعي، لكنه عادة ما يرى في مجموعات صغيرة لا تزيد عن 16 حوتا، ويعيش حتى 22 عاما، ويغوص لمسافات تتجاوز 300 متر للعثور على غذائه باستخدام تحديد الموقع بالصدى.

الغموض والتحديات في حياة الحوت القزم

يفضل الحوت القزم العيش في المياه العميقة بالقرب من الجرف القاري، حيث يتوفر طعامه المفضل من الحبار والأخطبوطات والأسماك، وعلى الرغم من صغر حجمه، فإنه يمتلك مهارات صيد متطورة، مستخدما صدى الصوت لتحديد موقع فرائسه في الظلام الدامس للمحيطات، وتشير الدراسات إلى أن هذه الحيتان تعيش حياة منعزلة نوعا ما، مع ظهورها في مجموعات صغيرة احيانا.

وتواجه هذه الكائنات تحديات كبيرة بسبب النشاط البشري، حيث تتأثر بالضجيج تحت الماء والتلوث البلاستيكي الذي يعيق قدرتها على الصيد والتنقل، كما أن اصطدامها بالسفن يعد أحد الأسباب الرئيسية لوفياتها، وبالإضافة إلى ذلك فإن تغير المناخ يؤثر على توفر فرائسها، مما يهدد بقاءها على المدى الطويل.

وعلى الرغم من ندرة مشاهدتها، فإن الحوت القزم يلعب دورا مهما في النظام البيئي البحري، فتساعد دراسته العلماء على فهم أفضل لسلوك الحيتان الصغيرة وتكيفها مع البيئات العميقة، ومع ذلك لا يزال الكثير من أسرار هذا الكائن البحري غير مكتشفة، مما يجعله واحدا من أكثر المخلوقات إثارة للاهتمام في عالم المحيطات.