الولايات المتحدة تدرس إضافة خزانات وقود خارجية لطائرات F-35 لتعزيز مدى العمليات

طائرات F-35 تصبح أكثر فتكا.. خزانات وقود خارجية لمدى أطول في المناطق الخطرة طائرات F-35 تصبح أكثر فتكا.. خزانات وقود خارجية لمدى أطول في المناطق الخطرة

كشفت القوات الجوية الأمريكية للعام المالي 2026 عن خطط لإعادة إدخال خزانات وقود خارجية لطائرات F-35 كجزء من تحديثات "بلوك 4"، في خطوة تهدف إلى تعزيز المدى التكتيكي لهذه الطائرات من الجيل الخامس، يأتي هذا التوجه بعد تأخر تطوير مقاتلات الجيل السادس وتصاعد التحديات الأمنية الإقليمية، وخصصت الميزانية نحو 432 مليون دولار لمواصلة ترقيات F-35، بما في ذلك دراسة جدوى خزانات الوقود الخارجية لتمكين الطائرة من تنفيذ مهام بعيدة المدى بفعالية أكبر.

التحديات التقنية وتأثيرها على أداء الطائرة

ويبلغ المدى القتالي الحالي لطائرة F-35A نحو 670 ميلا بحريا، بينما تتمتع النسخة البحرية F-35C بمجال أوسع قليلا، ورغم اعتماد القوات الجوية على التزود بالوقود جويا، إلا أن تزايد التهديدات ضد طائرات التزود التقليدية يجعل تقليل الاعتماد عليها ضرورة استراتيجية، وتهدف الميزانية الجديدة إلى دراسة إمكانية دمج خزانات وقود خارجية، سواء المعلقة تحت الأجنحة أو الخزانات المتوافقة مع هيكل الطائرة (CFTs)، مستفيدة من التعديلات الإسرائيلية الناجحة على طائرات F-35I.

في السابق تخلت شركة لوكهيد مارتن عن تصاميم خزانات وقود سعة 480 و460 جالونا بين 2004 و2007 بسبب مشاكل في الانسيابية الهوائية وتأثيرها على التخفي، لكن التطورات التكنولوجية الحديثة بما في ذلك التصاميم الإسرائيلية، تشير إلى إمكانية التغلب على هذه العقبات مع الحفاظ على أداء التخفي، ويأتي هذا التوجه في وقت تتأخر فيه خطط البحرية الأمريكية لمقاتلة الجيل السادس F/A-XX، مما يزيد من أهمية تعزيز مدى طائرات F-35C للحفاظ على فعالية الأسراب الجوية الحاملة.

الانعكاس الاستراتيجي لزيادة المدى يعزز الردع في المناطق المتنازع عليها

وتمثل خزانات الوقود الخارجية تحسنا استراتيجيا مهما، خاصة في مناطق مثل المحيطين الهندي والهادئ، حيث المسافات الشاسعة وأنظمة الردع المتطورة للخصوم تفرض تحديات كبيرة، وأي زيادة في المدى القتالي غير المعتمد على التزود بالوقود تعزز خيارات الضربات الجوية وقدرات الردع، كما أن زيادة زمن التحليق فوق المناطق المتنازع عليها يقلل الاعتماد على طائرات التزود، التي غالبا ما تكون عرضة للتهديدات المعادية.

ومقارنة بالطائرات من الجيل الرابع، تتمتع الـ F-35 بميزة المدى مع الحفاظ على التخفي، لكن تعزيز هذا المدى سيساعد في مواجهة التهديدات الناشئة مثل الأسلحة فائقة السرعة وأنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى، إن هذه الخطوة تتماشى مع أهداف تحديثات "بلوك 4"، التي تشمل أنظمة رادار متطورة وقدرات حرب إلكترونية متقدمة وتوسيع نطاق تكامل الأسلحة.

وبالنسبة للدول الحليفة التي تعتمد على أساطيل صغيرة أو قديمة من طائرات التزود، يمكن أن توفر الخزانات الخارجية قدرات ضرب عميق مستقلة، لكن التحدي الأكبر يبقى في الحفاظ على التخفي والسلامة الجوية مع زيادة سعة الوقود، وتعكس الميزانية المخصصة لهذه الدراسات نية القوات الجوية الأمريكية سد الفجوات القتالية، بينما يحافظ إطار التطوير المستدام (C2D2) على تفوق الـ F-35 عمليا.