السر الجيني وراء لون القطط البرتقالي ولماذا معظمها ذكور

لماذا القطط البرتقالية أغلبها ذكور؟ اكتشف السر الآن لماذا القطط البرتقالية أغلبها ذكور؟ اكتشف السر الآن

كشفت دراستان علميتان حديثتان من الولايات المتحدة واليابان عن السر الجيني وراء لون الفراء البرتقالي في القطط ، وأوضحتا أيضا السبب وراء كون معظم هذه القطط من الذكور، إذ تبيّن أن لون الفراء البرتقالي ناتج عن طفرة جينية نادرة تحدث على الكروموسوم X لدى القطط البرتقالية والمُرقطة وذات الفراء المختلط (كاليسكو وتورتويشيل).

الطفرة الجينية المسؤولة

أظهرت الأبحاث أن هذه الطفرة الجينية تحذف جزءا من الحمض النووي في جين يُعرف باسم ARHGAP36، مما يؤدي إلى زيادة نشاطه على الكروموسوم X، هذا الجين يؤثر بشكل مباشر على إنتاج الميلانين، وهو الصباغ الذي يعطي اللون للفراء، ويُعتقد أن هذه الزيادة في النشاط تؤدي إلى إنتاج صبغة "الفيوميلانين" المسؤولة عن الألوان الحمراء والبرتقالية في الفراء.

لماذا الذكور أكثر عرضة للون البرتقالي من الإناث؟

تُعد هذه الطفرة مرتبطة بالجنس، إذ إن الذكور يحملون كروموسوم X واحد فقط، فإذا كان ذلك الكروموسوم يحمل الطفرة، يظهر الفراء البرتقالي بوضوح، أما الإناث فهن يحملن اثنين من كروموسومات X، ويحتاج الأمر أن يكون كلاهما حاملاً للطفرة لكي يظهر اللون البرتقالي الكامل، مما يجعل الأمر أقل شيوعا.

وهذا يفسر أيضا سبب كون معظم القطط ثلاثية الألوان (كاليسكو وتورتويشيل) من الإناث، حيث تكون واحدة من كروموسومات X لديها تحمل الطفرة، والأخرى لا، ما يؤدي إلى تباين ألوان الفراء.

جهود بحثية مشتركة تكشف لغزا عمره قرن

قاد الدراسة فريقان بحثيان بشكل مستقل، الأول بقيادة كريستوفر كايلين من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة، والثاني بقيادة هيرويكي ساساكي من جامعة كيوشو في اليابان. وقد نُشرت نتائج الدراستين في مجلة Current Biology بتاريخ 15 مايو 2025.

قال ساساكي، وهو عالم وراثة ومحب كبير للقطط: "لقد كان تحديد هذا الجين حلمًا طويل الأمد، ومن الرائع أننا نجحنا أخيرا في فك هذا اللغز".

أما كايلين، فقد وصف الظاهرة بـ"الاستثناء الجيني" الذي أثار فضول العلماء منذ أكثر من مئة عام، وأضاف: "الفرق في نسبة الذكور إلى الإناث جعلنا نشك في أن الطفرة موجودة على الكروموسوم X، والآن نملك الدليل الجيني القاطع".

سلوك القطط البرتقالية: مجرد شائعة أم له أصل جيني؟

يشتهر القط البرتقالي بسلوكه الطريف والعفوي، ويعتقد البعض أن هذا السلوك مرتبط بجين ARHGAP36، ومع ذلك، لم تجد دراسة ستانفورد اختلافا كبيرا في التعبير الجيني في الدماغ بين القطط البرتقالية وغيرها.

وأشار كايلين إلى أن "سمعة القطط البرتقالية الفوضوية" قد تكون ببساطة ناتجة عن كون معظمها ذكورا، وليس بالضرورة بسبب الطفرة الجينية.

متى ظهرت الطفرة البرتقالية لأول مرة؟

رغم أن الدراسة لم تحدد متى ظهرت الطفرة لأول مرة، إلا أن الباحثين يعتقدون أنها ظهرت في المراحل الأولى من تدجين القطط. يشير كايلين إلى وجود لوحات من القرن الثاني عشر تظهر فيها قطط برتقالية، مما يعني أن الطفرة قديمة نسبيا.

ويطمح ساساكي للذهاب أبعد من ذلك قائلاً: "أحد الأفكار هو دراسة اللوحات المصرية القديمة أو حتى تحليل الحمض النووي لقطط محنطة لنرى ما إذا كانت الطفرة موجودة آنذاك. إنه طموح، لكنني متحمس لتجربته".

بفضل الجهود العلمية المشتركة، تم أخيرًا فك لغز وراثي حيّر العلماء لأكثر من قرن، وفتح الباب لفهم أعمق لكيفية تأثير الطفرات الجينية على السمات الظاهرة في الحيوانات الأليفة، الطفرة البرتقالية في القطط ليست مجرد تميز لوني، بل قصة جينية مذهلة تبدأ من الكروموسوم X وتنتهي في فراء يملأ البيوت دفئا ومرحا.