منوعات

سوق الوشم يزدهر في كوبا .. فن يتجاوز ثقافة العار

29 شباط 2020 16:47

تملأ آلات رسم ودمغ الوشوم الطابق الثاني من مصنع الفن الكوبي (FAC) في هافانا، والذي شارك فيه المئات من الحاضرين في حدث "بورا أجوجا"، أول حدث متعدد التخصصات لفن تجميل أو وشم لجسم في كوبا.

تملأ آلات رسم ودمغ الوشوم الطابق الثاني من مصنع الفن الكوبي (FAC) في هافانا، والذي شارك فيه المئات من الحاضرين في حدث "بورا أجوجا"، أول حدث متعدد التخصصات لفن تجميل أو وشم لجسم في كوبا.

ورحب مصنع النفط السابق الذي تم تحويله إلى مركز ثقافي بحوالي 30 فناناً من جميع أنحاء الجزيرة لمدة ثلاثة أيام، إلى جانب ضيوف من المكسيك والولايات المتحدة، الذين قدموا عروضا حية لفنون رسم الوشوم والثقب.

وقال أحد الزوار المشاركين في الحدث، وهو الشاب خوسيه البالغ من العمر 16 عاما: "حدث رائع حقا!. حيث يمكنك أن ترى إبر الوشم تتطاير بين الكراسي والمقاعد الملفوفة بالبلاستيك، بينما تتجمع حشود كبيرة وغريبة".

وبجوار منصة العرض الرئيسية، تعرض العديد من العلامات التجارية منتجاتها، بما في ذلك خط الملابس والمجوهرات المستوحى من الأفرو الكوبي Beyond Roots، وD’Brujas وهي علامة تجارية صغيرة من الصابون المصنوع يدويا، والمستخدمة في الرعاية اللاحقة للوشوم.

وقالت أيل دوارتي منظمة حدث بورا أجوجا لصحيفة "EFE" الكوبية: " لدينا ثقوب وزيوت أساسية للبشرة والحناء ومشاركين من عدة مقاطعات في البلاد. ولذلك فنحن نعتقد أن هذا هو الأول والأكبر والأكثر شمولية من نوعه، لأنه ليس حدثا أو معرضا للوشوم فقط، بل لفن تجميل والاهتمام بالجسم بشكل عام. وقد حاولنا جمع عينة من أفضل الأفضل في كوبا".

في يناير من عام 2015 ، أطلقت دوارتي ومجموعة مصنع الفن الكوبي المشكلة من فنانين برئاسة زوجها فنان الوشم المخضرم ليو كانوسا ورشة وشم باسم "لا ماركا"، والذي يعتبر أول استوديو محترف للوشم في كوبا.

ويعمل منظمو حدث بورا أجوجا معاً على استراتيجيات للمساعدة في إضفاء الطابع المؤسسي على المهنة ضمن المشهد الفني الأوسع في البلاد.

وقال فنان الوشم دكتور لاكرا : " إن التطور الذي حدث مع انتشار فن الوشم في جميع أنحاء العالم وخاصة في كوبا، خلق العديد من الأشياء المثيرة للإعجاب بشكل غير متوقع".

على الجانب الآخر، يؤثر النقص المزمن في البضائع على الجزيرة الناجم عن الحصار الأمريكي والعقوبات المفروضة على كوبا، الأمر الذي يؤثر على جميع مناطق الحياة الكوبية تقريبا، دون أن نستثني استيديوهات الوشم طبعاً، والتي تعتمد على استيراد المواد الخام والمعدات الضرورية ، أو على مساعدة بعض الأصدقاء من أصحاب النوايا الحسنة الذين يجلبون بعض الأمور الضرورية معهم عند زيارة كوبا، حيث يحضرون معهم حقائب مليئة بحبر الوشم والإبر والقفازات.

وقال دكتور لاركا، الذي قدم محاضرة حول أصول وفن الوشم في السجن: "إنه أمر مهم ليس فقط لاستديوهات الوشم، ولكن للأشخاص الذين يحصلون على وشم لأنه يغير الرؤية العامة بأن هناك وصمة عار حوله. فهذه الأنواع من الأحداث تساعد ذلك، وتقدم الوعي بشأن الوشوم ودلالاتها الهامة التي قد تختلف بسن المجتمعات والثقافات المختلفة".

وعلى الرغم من أن الرجال ما زالوا يحتكرون سوق فن الوشم ، إلا أن النساء أصبحن يشقن طريقهم ببطء في هذه المهنة العالمية . ففي استديو Risink Tattoo ، لن تجد سوى النساء اللواتي يقمن بكل شيء، بداية من التنظيف وحتى الوشم.

وقد قالت دوارتي: "نحن سعداء للغاية بتشجيع النساء على الانضمام إلى هذه المهنة الجميلة، والتي كانت عبر التاريخ أكثر ارتباطا وحكرا على الرجال. ففي حدث بورا أجوجا لدينا أربعة نساء محترفات في فن الوشك، لذا أرحب بجميع النساء إلى تعلم فن الوشم والانضمام إلينا".

النهضة نيوز