قالت شبكة "ماروكو وورلد نيوز" أن هناك مؤشرات قوية تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم فيروس كورونا لشل الجمهورية الإسلامية في إيرن، ووفق الشبكة، ففي أحسن السيناريوهات، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لم تخفف من وطأة العقوبات في ظل انتشار فيروس كورونا، وهي تحاول استغلال الأوضاع الصحية المتردية في زيادة الضغوط على النظام الإيراني.
وفيما يلي نص المقال الذي ترجمته "النهضة نيوز" :
وصل تفشي الفيروس التاجي الجديد بالمعروف باسم فيروس كورونا في إيران إلى أبعاد ملحمية و حرجة للغاية، حيث أشارت دراسة حديثة إلى أن الملايين من الأشخاص قد يموتون بسبب التفشي السريع للفيروس، و قد دفعت الأزمة العديد من البلدان إلى المطالبة بالرفع الفوري للعقوبات الأمريكية التي تهدف إلى شل الاقتصاد الإيراني .
فحتى قبل تفشي وباء الفيروس التاجي، خلقت العقوبات الأمريكية الأحادية على إيران ركودا اقتصاديا عميقا و نقصا حادا في السلع الأجنبية ، إذ تم تنفيذ هذه العقوبات بعد انسحاب الولايات المتحدة عام 2018 من خطة العمل الشاملة المشتركة ، التي تهدف إلى منع إيران من تطوير الأسلحة النووية .
و على الرغم من أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد صرحت أن إيران تمتثل امتثالا كاملا للاتفاقية، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال تفرض عقوبات ظالمة ضمن حملة " الضغط الأقصى" الخاصة بها على إيران .
عمليا، تسببت حملة "الضغط الأقصى" الأمريكية بحالة من الفقر المدقع للعديد من فئات الشعب الإيراني، فقد كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية أنه حتى قبل تفشي وباء فيروس كورنا ، كانت العقوبات تؤثر بشكل مباشر على صحة المواطنين الإيرانيين بسبب ضعف الخدمات الطبية .
و أضافت المؤسسة الحقوقية الدولية : " في عدة مناسبات ، أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن الألم الذي تسببه العقوبات الأمريكية على الإيرانيين العاديين مقصود و متعمد، و هو جزء من الاستراتيجية الامريكية لدفع و إجبار المواطنين الإيرانيين على مطالبة حكومتهم بتغيير سلوكها تجاه الولايات المتحدة الأمريكية ، و إننا نعتبر هذه العقوبات الاقتصادية نوعا من أنواع العقاب الجماعي غير القانوني و الذي ينتهك حقوق الإيرانيين الاقتصادية ".
كما و قد سبق أن قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في أوائل عام 2019 : " إن الأمور ستكون أسوأ بكثير بالنسبة للشعب الإيراني ، و نحن مقتنعون بأن ذلك سيقود الشعب الإيراني إلى الثورة و النهوض و تغيير سلوك حكومتهم ".
و قالت هيومن رايتس ووتش : " يبدو أن هذه العقوبات المفروضة على إيران لديها عقلية حصار تهدف إلى تجويع الشعب الإيراني ، و نود أن نذكر العالم أن حصار مدينة و حرمانها من الموارد من أجل كسر السكان تعتبر جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني، و مع ذلك ، عندما يتم القيام بهذه الاستراتيجيات على دولة بأكملها ، يتم تصوير هذه الاستراتيجيات من قبل وسائل الإعلام على أنها إجراء بسيط يمكن استخدامه بحرية كأداة للسياسة الخارجية من قبل الدول القوية اقتصاديا كالولايات المتحدة " .
وكانت العقوبات الاقتصادية الأمريكية بالفعل عقوبة وحشية على أضعف شرائح السكان في البلد المستهدف، و الآن بعد أن تسبب تفشي فيروس كورونا الجديد في أزمة صحية غير مسبوقة في إيران ، وصفت هذه العقوبات القاسية بأنها عوامل مساعدة على تفشي الفيروس .
و كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد قال في ملاحظاته بتاريخ 17 آذار / مارس بشأن هذه المسألة :" بينما أعلن عن إيماءات فارغة لن توفر الراحة للآلاف من الإيرانيين المصابين بفيروس كورونا، إلا أن تفشي فيروس ووهان قاتل و لكن النظام الإيراني شريك في ذلك ! ".
و من المثير للسخرة أنه في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الأمريكي تضييق الخناق على إيران في الوقت الذي يتفشى فيه الفيروس التاجي الجديد فيها ، و تسعى إلى ترك الفيروس يحصد أرواح الإيرانيين الأبرياء ، فهي تطالب الحكومة الإيرانية بالإفراج عن مواطنيها باسم الإنسانية!.
و لا تزال الولايات المتحدة تأمل في أن يلوم هؤلاء الإيرانيون الذين نجوا من أزمة فيروس كورونا الحالية و يطيحون بحكومتهم ، و حتى يحدث ذلك ، تبدو الولايات المتحدة ملتزمة بحصارها اللاإنساني لإيران التي تكافح بكل قوة للحد من تفشي فيروس كورونا القاتل على أراضيها.
النهضة نيوز - بيروت